يحق للرئيس الفلسطيني محمود عباس ان يحظى بذلك الاستقبال الشعبي الحافل لدى عودته الى "المقاطعة" من نيويورك بعد ان قدم طلب دولة فلسطين للانضمام الى عضوية الامم المتحدة, الذي تتضح اهميته من خلال الموقف الامريكي والقلق الاسرائيلي.

بكل صراحة الرئيس عباس اعاد لكرسي الرئاسة الفلسطينية القه بعد ان افقده اياه, نتيجة مواقفه الحمائمية الراكضة وراء سراب المفاوضات المباشرة مع الاسرائيليين, الامر الذي ادى الى فقدان الثقة به شخصيا وبالسلطة الفلسطينية.

لم نر من الرئيس عباس خلال الاشهر القليلة الماضية الا موقفا صلبا رافضا لكل الضغوط الامريكية, وكلنا يعرف المطالب الامريكية التي لا يقوى احد في المنطقة على ردها او معاكسة تيارها, لكنه صمد في وجه كل الضغوط وهي شهادة يقولها الجميع لان الرئيس عباس استعاد ثقة الشارع الفلسطيني والعربي به شخصيا وبمؤسسة السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير.

وكذلك فان موقف عباس اعاد الالق للهوية الوطنية الفلسطينية المناضلة صاحبة القضية العادلة التي دفع ابناء الشعب الفلسطيني من اجلها دماء زكية طاهرة لتبقى رمزا للحرية والعدالة على مستوى العالم اجمع, فقد ولت ايام طأطأة الرؤوس وجاء وقت الافتخار والشموخ, فنسمع الرئيس الفلسطيني يخاطب الالاف من مستقبليه "ارفعوا رؤوسكم, انتم فلسطينيون" انها عبارة مذهلة تختصر الموقف الفلسطيني الجديد.

لا ينكر عباس ان السلام هو الطريق الحقيقي, فالكثير من الخيارات سقطت وعلى رأسها خيار المفاوضات وجمد خيار الحرب ايضا, لكن السلام لا يعني الاستسلام, بل يعني ان النضال له اساليب كثيرة والعالم بات يعرفها, فالعدالة والحرية والمساواة اسس جديدة لم يعد من الممكن ان يعيش شعب بدونها حتى وان رفض الامريكان ذلك.

الموقف الفلسطيني الجديد موقف محترم ما دام في حالة صدام مع الاحتلال الاسرائيلي وشعاره جلاء الاحتلال والتمسك بالحقوق الفلسطينية كاملة غير ملتبسة وهي حدود الرابع من حزيران 1967 والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وعودة اللاجئين الى ديارهم.

وبكل اسف فان موقف حركة حماس من طلب عضوية الامم المتحدة, مبني على المناكفة السياسية اكثر منه موقفا له مبرراته المقبولة او المعقولة, لان رفض تقديم طلب الانضمام للامم المتحدة يتلاقى مع الموقف الامريكي المعادي للشعب الفلسطيني و يصب في نفس الخانة الاسرائيلية المناهضة للحقوق الفلسطينية.

قيل قديما "اذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب".

nghishano@yahoo.com

(العرب اليوم)