facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ما أسهل الركوب عليه!!


رمزي الغزوي
04-09-2007 03:00 AM

آبان طفولتنا البرية كانت الحمير خيولنا الأثيرة وأفراسنا الأصيلة!!، وبالأحرى ليست الحمير الكبيرة، فهذه صعبة القيادة والركوب، بل الحمير الصغيرة (الجحوش)، هي التي كانت سهلة المنال، فما أن تقع عيوننا على حجش حر طليق، يشمشم جوانب الطريق، حتى نسأسئ لها بقليل من العشب، ونستدرجه بكثير من التمسيدات الحنونة على رقبته الطويلة، حتى نربطها بحبل صغير، ثم نجره برفق ولين إلى أقرب حجر عال، ونتعاون بتثاقل لنمتطي هذا الجحش الوديع!!. في كثير من المحاولات الامتطاء والركوب، كان الجحش الوديع ينقلب إلى ثور حرون بلمحة بصر، فيقذفنا عن ظهره الضيق، لنقع أرضاً غارقين بالوجع عميق في مؤخراتنا الطرية، ونحمد الله، أننا سلمنا هذه المرة من ركلة زوجية نووية، ينفحنا بها هذا الجحش الكريه، فيطيرنا إلى آخر الأرض!!.
من الناس من يمشي الحيط الحيط، ويبحث عن الستر والستيرة، ومنهم من يمشي الحيط الحيط يفتش عن شباك واطئ مفتوح، يدهمه ويعتاش على سرقة سهلة!!، ومنهم من تعجبه المعارك الوهمية الدونكشوتية، فيخوضها بضراوة وحمية، رغم أن خصمهم هو طاحونة هواء عتيقة متهالكة، أو وهم وسراب بقيعة‍‍‍!!.
وكبرنا وعرفنا أن ليس هناك ما هو أسهل ركوباً وامتطاء من الجحوش الواطئة!!، وليس أسهل من القفز عنه، إذا ما اقتضى الأمر، وليس أسهل من قيادتها بحبل مشدود على عنقها!!.
الكثير من الفرسان هذا الزمان يؤمنون بأن معظم الأشياء هي جحوش واطئة، سهلة الركوب والانقياد، تماماً كجحوشنا الطفولية!!: فالبعض يعتقد أن الكتابة جحش واطئ، وباستطاعة كل من اتخذ قلماً ذهبياً!!، أو فضياً أو حتى خشبياً أن يكتب ويبدع ويبرع في هذا العمل الكبير، وآخرون يعتقدون أن المال العام هو جحش واطئ يختلسونه ويستمرونه.
بل يرى كثيرون أن وقت العمل في الحكومة، هو جحش واطئ جداً، وبل ويصرون بأن أكثر الجحوش انخفاض في أيام الأسبوع هو يوم الخميس، فترى الموظفين يتخذون هذا اليوم جحشاً، فيقضون مصالحهم فيه، ويهربون!!.
في عرف طفولتنا أن "الحجوش" ستكبر وتصبح عالية الظهر قوية وحرونة دائماً، وأنها ستمتنع عن منح ظهرها بسهولة وغنوع، لكل من هم بالركوب، لكن المواطن البسيط المقموع بالفقر والجوع، سيظل أوطئ جحش عرفته البرية، جحش من نوع لا يكبر، ولا يحرن، ولا يمانع، وستظل الحكومات تحمله بالضرائب والمصائب ما صغر منها، وما كبر!!.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :