facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عمان التى نريدها لا التى يدمرونها


د.عبدالفتاح طوقان
05-09-2007 03:00 AM

عمان الجديدة لا تحتمل ان تكون هدية حكومية لمجلس مهما بلغ حجمه العددي او شخصياته المعينة فهي ليست عمان 1948 التى احتضنت اللاجئين و لا عمان السيعينات و لا عمان التسعينات ، بل يجب ان تكون عمان 2050.غاصت بنا الصحف في الاسابيع الماضية تحلل و تهاجم و تؤيد و تفند الاعضاء و اعلانات المباركة للفائزين كانت صدمات متتالية و قاسية لمجتمع لم يعد يرى الا العشوائيات و طرق المسوؤليين و تغيير نمط استخدام شوارع محددة ، في ظاهرة عرفت بشوارع " ابناء الحكومة الجدد " و مشاريع المفاجأت .

لقد بدا واضحا ان " عمان" ليست مشروعا استرايتيجا ضمن خطة و نهج و معايير ، بل باتت "عمان " نظرة الى الجيوب حتى و ان امتلئت بالعيوب .

"عمان " لم تعد عنوان الاردن الاول ، و سبق العمران فيها التخطيط ، و اساء البعض التعامل معها و النظر الي جماليتها المعهودة .

الخطاء الاول الذي وقع فيه المتعاملون مع "عمان " هو النظرة اليها كبقرة حلوب ، يجبى منها المال ، و تكبر و تمتد لتشمل و تأكل جيرانها من البلديات الصغيرة في زحف سطحي ينقض على جيوب الفقراء لاجل رفد خزنيتها بالمال .

لقد ازداد عدد سكان عمان بشكل مفاجيء ، نتيجة هجرات متتالية ، و مع غياب استراتيجيات التوسع العمراني المحسوب انتشرت "عشوائيات منظمة " ، و غاب النسق المعماري الذي وفر لعمان المدينة هويتها عبر العصور ، و تم الهجوم على معالمها القديمة، و هو خطاء ثاني و قاتل.

و "عمان " الحبيبة اليوم تقف مجروحة بين يد مجلس امانة جديد ، فهل يرى المجلس الجديد " عمان " و يعرف ماذا يريد لها ، ام فقط حضور و انصراف و وجاهة العضوية و التفاخر ؟.

هنالك مشاريع كبيرة مفقودة منذ زمن ، مثل مترو الانفاق بين الدوار السابع و المطار ، و الحدائق الزراعية التى تخطط من قبل مهندسي الحدائق العالمية لا مجرد مجموعات متناثرة من الحشائش و المساحات الخضراء، والاعمدة الحديثة للانارة ذات طابع يغلف المدينة بانوار تاريخية ، ومشروع شبكة جديدة لمجاري عمان ، و مناطق مخصصة للدوائر الحكومية ، واخرى للمدن الصناعية ، و منطقة المدارس و الجسور و مناطق الابنية العالية ، و غيرها .

هل هنالك من يعرف كيف خطط لمدينة عمان ان تكون؟ هل هنالك من درس حركة المرور و الطرق و قدم الحلول الكاملة و الشاملة في خطة على مستوى المدينة بالكامل لا نقاط الاختناق فقط ،هل هنالك من فكر في ايجاد مداخل و مخارج جديدة لمدينة عمان؟ .

هل هنالك مهندس عالمي خطط و قدم تصورا لعمان 2050 او حتى عمان 2020 ، ام مجرد " عمان " هي استغلال لاموال مواطنيين في مهرجانات و خطابات و اعلانات و دعم لفئات دون الاخرى .

هل هنالك مخططات لمناطق المشاريع و العقارات الجديدة ، ام ان كل متنفذ له حق تغيير النسيج و زرع شبه مدينة في داخل رحم المدينة ؟.

هل هنالك دراسة عن الاراضي و كيفية استخداماتها و السعة الاجمالية للمدينة و كم تحتمل و الوزن الديمغرافي في معادلة الكثافة و الحجم ؟ .هل هنالك تصور ما اذا كانت "عمان " ابهى بالحجر ام بالهياكل الحديدية و المبان الزجاجية ؟ ، هل "عمان" بحاجة الى " دار اوبرا " ومتى يبداء العمل في تجهيزها ؟ ، هل الصوت و الضوء في المدرج الروماني على الاجندة ؟ هل الحفاظ على و احياء البيوت و القصور القديمة استرايتيجة قادمة ام ان الحفارات جاهزة للانقضاض و اقامة العمارات على قطع الاراضي .

القادم الى عمان يرى بناء عشوائي سريع ، و رخص تقدم على عجل دون شرايين و مواصفات تخدم مستقبل المدينة ،و دون اي مشروع قومي او استراتيجي لتطوير "عمان ".

لقد ظهرت اراض جديدة و شركات تقاسيم عقارية هدفها ان تقتسم مع الحكومة الربح العائد من الضرائب دون مراعاة رونق و جمالية "عمان".

لقد ظهرت انتكاسات في الجانب العمراني في مساحات و مناطق اضرت بخط النظر الجمالي ، فهل للمجلس الجديد دور ام فقط " خذني جيتك " و هات سبعمائة دينار اخر الشهر و كل عام و انت بخير .

"عمان " بحاجة الى جمالية تحافظ على ثوبها العمراني الاصيل و نوافير مياه وشوارع متناسقة وطابع يميز الاحياء و نوادي رياضية اجتماعية وساحات شعبية و خدمات محلية تليق بالسائحين لا الى "مجمع اداري " لردم ثقافة و حضارة الاجيال .

هل بالامكان ان ينظر الى و يدرس بدقة تاريخ التطور للمدينة من خلال شكل خارطة عشرية لمدينة عمان 1948 ، عمان 1985 ، عمان 1968 ، عمان1987، وصولا الى عمان2008 و من ثم يتم وضع استرايتيجة عمان 2020 او 2050 .؟

لقد اصبحت عمان مختنقة ، رغم انها تزينت بمجوعات من الابنية ، و لكن هذا الاختناق انعكس على اهلها و يهدد مستقبلها ، و الحل في "عمان " للجميع ضمن استراتيجية و تخطيط لا تجاوزات او محسوبيات او بيروقراطية متوزرين في مهب الريح .

aftoukan@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :