facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رجال يكبرون بالكراسي ورجال تكبر بهم


راكان المجالي
12-10-2011 04:17 AM

عام 1968 انفجرت ثورة الشباب في فرنسا التي كان قائدها يومها شارل ديغول الذي أعاد للامة الفرنسية روحها واعتزازها بعد ان سحقتها الحرب العالمية الثانية، كان ديغول موضع احترام وتقدير كل الفرنسيين وكان رمزا لهمن كان قائدا وزعيما ملهماً، وكان رمزا انسانياً اخلاقياً مبدئياً فكرياً، لكن ذلك لم يدفعه للتجبر أو للتألُّه، وكان مدركاً ان الحكم فعالية سياسية اقتصادية اجتماعية ثقافية تحتمل الخطأ والصواب والاحتجاج، ولا نقول انه لم يتفاجأ بثورة الشباب، ولكنه واجهها بروح ديمقراطية عظيمة راقية، فأعلن أنه سيخضع استمراريته في الحكم أو عدمها لاستفتاء شعبي، وفي هذا الاستفتاء نال اغلبية 64% اي اكثر من نصف الناخبين، لكن ذلك لم يرضِه وحدد حصوله على اكثر من ثلثي أصوات المستفتين عليه ليستمر في الحكم، ولما لم يتحقق ذلك ولو بفارق بسيط لتحقيق الثلثين، قرر الاستقالة واعتزال الحكم وكل ما يتصل به بما في ذلك وصيته بأن يدفن في قريته بلا مراسم وخارج أُبهة الحكم و..و..

نستذكر هذا الموقف للرئيس الزعيم حقاً والعظيم بجدارة شارل ديغول، ونحن نتابع تكالب وتشبث قيادات عربية بالسلطة حتى لو كان ثمنها الابادة للبشر والتدمير للحجر، والتسبب في مآسٍ جعلت شعبا مثل الشعب الليبي يرى في طاغوت حلف الاطلسي الاستعماري منقذاً ومخلصاً لهم من ويلات حكم القذافي، ولم تكن لديهم اية شكوك بأنه لو فشلت ثورتهم فان القذافي لن يتردد في شن حرب ابادة جماعية بحق الشعب الليبي، وما يحدث في ليبيا يوازيه نموذج بشع آخر في اليمن ورئيس يراوغ ويناور ليبقى في السلطة بأي ثمن حتى لو كان ابادة غالبية الشعب اليمني.. الخ.

لا أقصد في هذا المقال المقارنة، فالكبار مثل ديغول يظلون كباراً وهم على رأس السلطة وهم خارجها وهم احياء وهم أموات ايضاً، اما الصغار فانهم يتوهمون ان السلطة تكبرهم والكراسي ترفع من شأنهم، ألا يميزون بين ارتباط مصالح الناس بالنظام وصاحب القرار وولي النعمة، وبالتالي اظهار الولاء لمن قبلهم وبين حب وتقدير واحترام واعجاب بالزعيم نفسه.

الرجال الكبار لا تصنعهم المناصب، وانما المناقب، والرجال الكبار لا تكبرهم الكراسي وانما تكبر بهم، وهذا ليس قاصراً ومحصوراً بالزعماء السياسيين وانما ايضا بالمفكرين والمبدعين وصناع الحياة والتطور، ومنهم هذا الرجل ستيف جوبز الذي اجمع العالم على تعظيمه عند وفاته قبل ايام واعتبروه فقيد الانسانية، وإن نكن نحن كعرب نعتز بأن اصوله عربية، الا ان الرجل الذي فتن العالم وقدم اضافات نوعية لتيسير حياة الانسان عبر اختراعاته في مجال تكنولوجيا الاتصالات كان عظيماً بنفسه وبعلمه واكتفي بأن استعيد نص استقالته عندما اشتد عليه المرض قبل اسابيع قليلة من وفاته، عندما بدأ يشعر ان المرض سوف يقلل من عطائه، قرر الاستقالة ويومها واجه ستيف جوبز العاملين معه في "ابل" بالكلمات المعبرة التالية: "كنت اقول دوماً انه لو حدث واتى يوم لم أعد فيه أهلا للواجبات والتوقعات التي تقع على كاهلي كمدير تنفيذ لأبل فاني سأكون اول من يعلمكم بذلك. مع الاسف هذا اليوم قد حل، وامتثالاً لهذا الالتزام، انا اقدم استقالتي من المنصب الاداري التنفيذي لأبل، واحب ان اخدم، إن رأى المجلس ذلك مناسبا في اية وظيفة لصالح أبل. اؤمن ان اكثر أيام أبل ابتكاراً واشراقات لا زالت امامها واتطلع لمشاهدتها والمساهمة في نجاحها في اي مهمة".

وللعلم، فان جوبز هو مالك اكثرية اسهم ابل وصاحب كل اختراعاتها الكبرى، لكنه ظل يقول ان المؤسسة أهم من الشخص، وان كل من حوله هم شركاء له في النجاح، وظل يردد انه لا يريد شيئا لنفسه، ولكن هذا التواضع منحه كل ما يطمح اليه الانسان من مجد وعظمة.



rakan1m@yahoo.com

(الدستور)





  • 1 رلا طراونه 12-10-2011 | 05:58 PM

    لماذا لم تشير الى جرائم بشار الاسد ايضا؟!!

  • 2 محمد فضل السعود 12-10-2011 | 08:55 PM

    اللة يحميك يا عطوفة ابو غيث


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :