يترقب الشارع الأردني بين مؤيد ومعارض وبين حزين ومتفائل ما سوف تؤول إليه المسيرات المؤيدة والمعارضة الجمعة القادم ، في مقابل ذلك تسابقت العديد من العشائر والفعاليات الشعبية والوطنية في كافة محافظات المملكة في ضرورة تغليب لغة الحوار والمسئولية وعدم الإنقياد إلى كل ما من شأنه الإساءة للوطن والمواطن !
يسجل للأردنيين في كافة المحافل إدراكهم ووعيهم العالي في ما يجري من حولهم ، فلا يستطيع أحد أن ينكر على أن الأردنيين أنهم من أكثر الشعوب العربية علماً وتعلماً وإستخداماً لتكنولوجيا المعلومات تزخر خزائنهم بالشهادات العلمية والمهنية المتخصصة والدولية ، لديه من الفراسة والشهامة ما يميزهم عن كثير من أقرانهم العرب ، يؤمنون بالإصلاح ومحاربة الفساد ولديهم الجرأة للحديث في الإصلاح والمصلحين والفساد والمفسدين ، يدركون الصواب من الخطأ والطيب من الخبيث ، وما الأرقام الأخيرة التي أظهرتها نتائج تسجيل الإنتخابات والتي قاربت المليونين ناخب من الأردنيين إلا رسالة واضحة وبليغة في رغبة الأردنيين في الإصلاح ومحاربة الفساد من خلال صناديق الإقتراع وإيجاد الحل الأمثل من خلال مجلس نيابي جديد يتمتع أعضاءه بثقة الأردنيين ، وحكومة برلمانية تستطيع تحقيق طموحات الشعب الأردني الواحد.

إن حق التعبير عن الرأي مصون لأي طرف كان ، ولكن الخوف يكمن في محاولة البعض إلى إستدراج بعض المواطنيين إلى فتنة لا تحمد عقباها من خلال الإستقواء بالمسيرات والهتافات التي يرى فيها البعض متنفساً عن ما يجول في خاطره من ضيق في حاله المعيشي فيغدو الشتم والذم والصراخ والضرب والكسر متنفساً لا مناص منه !!

إن من الأمور التي تجول في الخاطر وتدعو للخوف لهذه التحركات يكمن في الرغبة الأكيدة لدى بعض المندسين من مواطنيين أردنيين أو غير أردنيين في زعزعة إستقرار الأردن عبر إستخدام كافة الوسائل والطرق التخريبية والكيدية وإثارة الفتنة والطائفية بين أكثر من طرف من أجل إشعال نار الحقد والكراهية بين أبناء الشعب الأردني والوصول إلى تحقيق أهداف إجرامية تؤدي إلى إضعاف الأردن سياسياً وإقتصادياً !!
إن من الأمور المؤرقة لمسيرات الجمعة يكمن في الزمان والمكان ، فالمملكة تشهد مرحلة إنتقالية حرجة في الإصلاح السياسي وتترقب ثمار هذا الإصلاح خلال الأشهر القليلة القادمة وأي صدام من شأنه تعطيل هذه الخطط وبالتالي الرجوع في الوطن إلى الوراء !! للبحث في خطط بديلة في وقت لا يسمح بوجودها من الأساس وهنا يكمن الخطر !! أما المكان فهو وسط عمان النابض والقريب من التجمعات السكانية الأكثر إزدحاماً في عمان العاصمة والملتقى لأكثر المواطنين فقراً في العاصمة فهو القريب من عمان الشرقية التي تزخر بجيوب الفقر هنا وهناك ، كما أن لها مكانة خاصة في قلب كل أردني فهي جوهر العاصمة القديم.
في هذا المقام فإن من الحكمة أن تتحمل الأطراف كافة مسؤلياتها تجاه الوطن من رجل الأمن والدرك ورجل المعارضة ورجل الموالاة ، وعلى الرغم من حزني الشديد لإقران تعبير المعارضة والموالاة لمجموعة على حساب أخرى ، إلا أننا نتفق على أن كلاهما يجمعهم حب وأمن الوطن والمواطن على الرغم من وجود الإختلافات في بعض القضايا والأفكار الوطنية.