واشنطن "غاضبة" ازاء السلوك "المارق" للاسد بعد اطلاق قذائف على تركيا
04-10-2012 06:13 AM
عمون - ابدت الولايات المتحدة "غضبها" ازاء اطلاق قذائف من سوريا على قرية حدودية تركية، معتبرة ان هذه الخطوة تشكل "مثالا جديدا على السلوك المارق" لنظام الرئيس بشار الاسد.
وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون خلال مؤتمر صحافي الاربعاء "نشعر بالغضب لأن السوريين يطلقون النار عبر حدودهم (..) وبالاسف للخسائر في الارواح في الجانب التركي"، في بلدة اكجاكالي جنوب شرق تركيا حيث ادى سقوط قذائف الى سقوط خمسة قتلى مدنيين.
وهذا الحادث الجديد بين تركيا وسوريا "خطير جدا" بحسب كلينتون التي ابدت "الدعم" الاميركي لانقرة خلال محادثة هاتفية مع نظيرها التركي احمد داود اوغلو.
ووعدت كلينتون خلال هذا الاتصال "بالدعم الثابت من الولايات المتحدة لسيادة حليفنا التركي وسلامة اراضيه" بحسب المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند.
اما البنتاغون فاعتبر بلسان الناطق باسمه جورج ليتل ان القذائف السورية تشكل مثالا جديدا على "السلوك المارق للنظام السوري وللسبب الذي لاجله عليه مغادرة السلطة".
واضاف في بيان "نحن ناسف لخسارة ارواح بشرية في تركيا الحليف الهام، وسنواصل متابعة الوضع عن قرب".
والنبرة نفسها كانت في البيت الابيض الذي "دان بشدة" القصف السوري و"اسف بشدة لخسارة ارواح اتراك ابرياء".
وأكد المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي تومي فييتور في بيان ان "نظام الاسد انزل عذابات غير مقبولة بشعبه. على كل البلدان المسؤولة ان تظهر بوضوح ان الوقت حان لتنحي الاسد واعلان وقف اطلاق نار والبدء بعملية انتقال سياسي كان يجب ان تبدأ منذ وقت طويل".
وبعد ظهر الاربعاء، سقطت قذائف سورية عدة على قرية اكجاكالا الواقعة قبالة موقع تل الابيض العسكري السوري الذي شهد مؤخرا معارك بين القوات النظامية ومقاتلي الجيش السوري الحر المعارضين.
وبحسب الحصيلة الاخيرة التي اوردها حاكم المحافظة جلال الدين غوفنش فإن القذائف السورية ادت الى تدمير منزل في القرية ومقتل خمسة اشخاص بينهم ام واولادها الثلاثة. كما جرح عشرة اشخاص اخرون جروح اثنان منهم خطرة.
وردت تركيا بقصف اهداف في سوريا وطلبت فورا عقد اجتماع طارئ للسفراء ال28 في الحلف الاطلسي استنادا الى البند الرابع من معاهدة شمال الاطلسي التي يمكن بموجبها لاي بلد في الحلف الدعوة لمشاورات "كل مرة تكون برأي احد الدول الاعضاء سيادة اراضيها، استقلالها السياسي او امن احد اجزائها مهددا".
وعقب اجتماع استمر اقل من ساعة، دعا الحلف الاطلسي سوريا الى "وضع حد لانتهاكاتها الصارخة للقانون الدولي" وجدد تأكيد تضامنه مع تركيا.
وكان قتل عدد من عناصر القوات النظامية السورية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الخميس إثر قصف تركي تعرض له مركز عسكري سوري قرب مدينة تل أبيض في منطقة رسم الغزال بمحافظة الرقة،بحسب ما ذكره المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وكانت وجهت تركيا الاربعاء رسالة الى مجلس الامن الدولي للشكوى من الهجوم الذي شهدته حدودها مع سوريا وادى الى مقتل خمسة مدنيين اتراك جراء قذائف اطلقت من الاراضي السورية.
وفي الرسالة التي بعث بها السفير التركي في الامم المتحدة ارتوغول اباكان الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وسفير غواتيمالا غيرت روزنتال الذي تترأس بلاده المجلس في تشرين الاول/اكتوبر، وصفت تركيا الحادثة بانها "عمل عدواني من سوريا على تركيا".
وفي هذه الرسالة التي حصلت فرانس برس على نسخة منها، طلبت تركيا من المجلس "اتخاذ التدابير اللازمة لوضع حد لمثل هذه الاعمال العدائية وضمان احترام سوريا لسيادة تركيا وسلامة اراضيها وامنها".
ومن المتوقع ان ينشر مجلس الامن مساء الاربعاء بيانا يدين القذائف السورية بحسب دبلوماسيين في الامم المتحدة.
وبدأ هذا التصعيد المفاجىء بين البلدين الجارين بعد ظهر الاربعاء حين اصابت عدة قذائف قرية اكجاكالي التركية التي تقع قبالة مركز تل الابيض الحدودي السوري الذي شهد في الاونة الاخيرة معارك ضارية بين الجيش السوري والمقاتلين المعارضين.
وبحسب آخر حصلية نشرتها السلطات المحلية فان القذائف دمرت منزلا في القرية وقتل خمسة اشخاص بينهم امراة واطفالها الثلاثة. كما اصيب عشرة آخرون بجروح اصابة اثنين منهم خطرة.
وبعد ساعات من ذلك اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان اثر اجتماع مع اقرب مستشاريه، ان الجيش التركي قصف العديد من "الاهداف" التي لم يحددها في الاراضي السورية وذلك ردا على القذائف التي اطلقت من الاراضي السورية.
وافادت وسائل اعلام تركية ان الحكومة ستطلب من البرلمان خلال جلسة خاصة سيعقدها صباح الخميس الضوء الاخضر لتنفيذ عمليات عسكرية داخل سوريا.
وجاء هذا القرار بعد اجتماع للحكومة برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان عقد بعد ساعات من سقوط قذائف مصدرها سوريا على قرية تركية حدودية ما خلف خمسة قتلى.
وكالات.