facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جامعة فيلادلفيا تكرم الأستاذ الدكتور عبد الكريم الغرايبة


13-10-2012 04:52 PM

عمون - جامعة فيلادلفيا تكرم الأستاذ الدكتور عبد الكريم الغرايبة

أقامت جامعة فيلادلفيا حفلاً تكريميا لشيخ المؤرخين الأردنيين الدكتور عبد الكريم الغرايبة، بعد رحلة عمل أكاديمي زاخرة بالعطاء والإخلاص للوطن من خلال الرسالة الأكاديمية امتدت لما يربو على (60) عاماً. ويأتي احتفاء الجامعة بالدكتور غرايبة اعترافاً بفضله على مئات الطلبة والاساتذة الذين تتلمذوا على يديه ولا يزال بعضهم حتى الآن.

وفي كلمته الافتتاحية قال رئيس جامعة فيلادلفيا الدكتور مروان كمال: "إن الدكتور عبد الكريم ليس بالاكاديمي الاعتيادي ولا بالمؤرخ التقليدي وإنما هو باحث عن الحقيقة وباحث في التاريخ ليكتشف ما غمض منه وليس ليعيد رواية ما قرأ، وبالتالي فهو يثير من الأسئلة أكثر مما يعطي من إجابات سبق وأن تكررت على ألسنة المؤرخين. وقد اكتشف اساتذته في وقت مبكر ولعه بالبحث والتنقيب وبالاجابة عن الأسئلة الغامضة، لقد اكتشفوا على حد تعبيره طبيعته "النباشة".

وأضاف الدكتور كمال: "إن رسالة عبد الكريم غرايبة تمثلت في الربط بين التاريخ والانسانية، بين التاريخ والخير، لدرجة أنه كان يتساءل: هل يعمل الباحثون في التاريخ على خدمة الانسان؟ هل يعملون لخير الانسانية؟ أم يساهمون في إثارة الأحقاد وترسيخها ويبرزون مسوغات الحروب والثورات والفتن؟ وهي كلها أسئلة تتطلب الكثير من المراجعات والتحقيقات واعادة القراءة خاصة في هذه الحقبة من التاريخ العربي المعاصر، حيث يتم أحياناً كثيرة توظيف المقولات أو المقالات التاريخية في شتى الاتجاهات ولأسوأ الغايات والفتن والانقسامات. أسئلة لا يثيرها إلا من كان في منزلة الأستاذ الدكتور عبد الكريم غرايبة ولا نجد الإجابات عليها إلا من خلال قراءة أعماله وأبحاثه العميقة".
وخاطب أستاذ التاريخ في جامعة فيلادلفيا الدكتور صالح درادكة الحضور عن ما "لمسه في شيخ المؤرخين من نزعة انسانية متناهية" قائلاً إن عبد الكريم الغرايبة "يتألم عند سماع أو مشاهدة حالة تهان فيها كرامة الإنسان، أو تعرض حياته للخطر، أو حريته للانتقاص، فهو يستنكر مثل هذه الممارسات اينما حصلت ومع من حصلت من البشر كل البشر مهما اختلفت اجناسهم وألوانهم، ويرى الشيخ أن الإنسان أفضل خلق الله، وأحبهم إلى الله، وأتقاهم وأنقاهم واخلصهم لخلقه من بني الإنسان".
وأضاف الدكتور الدرادكة: "لقد قادت هذه النزعة عبد الكريم الغرايبة إلى محاربة دراسة وتدريس التاريخ بالطريقة الوطنية والقومية، التي تفتخر بالانتصار والتفوق على الأعداء وقتلهم وذبحهم شيوخاً وأطفالاً، رجالاً ونساءًا، وراح يدعو إلى كتابة تاريخ إنساني، تسود فيه روح المحبة والإخاء والسلام...وهي دعوات بشر بها الرسل والمصلحون..وهي آمال وأحلام تراود العقلاء من بني البشر...لكنها تبقى آمالاً وأحلاماً حتى وإن تحمس لها الشيخ، وكتب فيها، واستنهض أصحاب القرار في العالم لعلهم يأخذون برأيه ويكتبون التاريخ الإنساني الذي يريده".

وفي كلمته بهذه المناسبة أشار الدكتور إبراهيم بدران إلى أن استاذنا عبد الكريم الغرايبة "ليس مجرد راوية أو كاتب أو ناقلٍ للتاريخ، بقدر ما هو باحث في مجاهيله، ومدقق غي أغراضه و مراميه و هو ذو طبيعة نباشة كما يقول. لا يأخذ التاريخ والتأريخ مسلماً يهما ، ولا يأخذ مقولاتهما حقائق. بل يذهب دائما إلى إثارة الأسئلة في كل مناسبة تاريخية بما يدهش المستمع. أما لطبيعة السؤال أو لطبيعة الجواب. وترى بريق السعادة في عينيه حين يكتشف شيئا جديدا".

وأضاف بدران أن التأريخ العربي تمت صياغته لتكون الحقبة الذهبية منه واقعة في بداياته، ومهما تغير وتبدل التاريخ، فستبقى هذه البدايات في الوجدان العربي هي الذهبية وهي الأعلى والنموذج في كل شيء ابتداء من الحكم وانتهاء بالحقوق، وهذا دفع بالعقل الاجتماعي العربي إلى محاولة بناء المستقبل أو رؤية ملامحه العريضة من خلال خطوط التاريخ.

وتعمق بدران في جانب آخر من شخصية عبد الكريم الغرايبة إلا وهو " الإنساني " ويقول "أن الغرايبة دائما كان يتساءل وكما تساءل مؤرخون آخرون : هل يعمل الباحثون في التاريخ على خدمة الإنسان ويرتبطون بهذه المبادئ الجميلة .... أم أنهم يعملون على عكس ذلك فيساهمون في إثارة الأحقاد وترسيخها ويبرزون مسوغات الحروب والثورات". ودعا الدكتور بدران إلى كتابة التاريخ العربي بصورة جديدة تقوم على الموضوعية وبعيداً عن أهواء المؤرخين.

وعرّف رئيس المكتبة في الجامعة الأردنية الدكتور مهند مبيضين أستاذه عبد الكريم الغرايبة بأنه "كان ملتزما بالقواعد التي يمارسها المؤرخون الانجليز، وهي رواية التاريخ كما حدث دونما تدخل، قال بذلك البرفسور هاملتون جب. لكن الرجل (عبد الكريم الغرايبة) يمتاز بالدقة والاهتمام بالرقم والدلالة للأسماء والمقارنة بين الحقائق والروايات".

وأضاف مبيضين "بأنه لم يرغب أن يكون مبجلا بين طلبته، بيد أنه كريم عليهم، له جاذبية الجمع بين العلم والتواضع، وإن كنت تظن ان التاريخ فعلا في إطار الماضي، إلا انه يخيب املك في اطلاق العنان للشعور دوما بأننا ندرس التاريخ لنعرف المستقبل، كما أعطى قسطنطين زريق تلك الوظيفة للتاريخ، وقد يكون هذا ما فشلنا به عربيا وما لم نعه بعد".

وعبرت الدكتورة فدوى نصيرات، وهي إحدى تلميذات عبد الكريم الغرايبة، عن سعادتها بحضور الحفل قائلة: " ليس من السهل أن يتحدث تلميذ عن شيخه. خاصة أن كان هذا الشيخ مثل الأستاذ عبد الكريم الغرايبة فما الذي أحفظه عن هذا الشيخ من منهج، لم يعتد أستاذنا أن يلقي محاضراته بطريقة تقليدية إذ لم يعن بتسجيل الأحداث قدر اعتنائه بتحليل المعلومات التي يحصل عليها فالتاريخ ليس مجرد تدوين معلومات ووقائع وأحداث إنما ما يفهمه المؤرخ من الأحداث وما يستخلص منها من عبّر وفوائد . كان يتحدانا بأسئلته الغريبة التي تهز الصورة التقليدية للمعلومة التاريخية لدينا".

ووصفته أنه "كان يؤسس للمنهج الذي يريد بأسلوب يغلب عليه التشكيك بطريقة لا نجدها عند غيره .إذ كان يُثير فينا الاستغراب ، فالبحث عن الحقيقة هو رائد المؤرخ والشك في الرواية هو المنطلق . كان يُوفر لنا مجالات التفكير الحرّ لنكون طليعة رائدة في دراسات التاريخ دراسة عقلانية واعية وهو بهذا أراد لنا عبر منهجه في التدريس أن نكون طلبة متميزين نتمتع بأفق واسع من الثقافة ، والشجاعة في طرح الأفكار الشجاعة المبنية على المنهج العلمي في البحث التاريخي الذي يستند على النقد والتحليل دونما نفاق أو مداهنة أو تقليد".

وقدم الغرايبة شكره لمعالي السيدة ليلى شرف والأستاذ الدكتور مروان كمال والدكتور ابراهيم بدران وإلى المتحدثين الدكتور الدرادكة، والدكتور مبيضين، وتلميذته الدكتورة فدوى نصيرات.

ودعا الغرايبة وزارة التربية والتعليم التي كان يطلق عليها وزارة المعارف، لتبني فكرة الملك الراحل الحسين، التي كان قد أشار إليها في كلمة ألقاها في اجتماع قمة إسلامي في الكويت، وهي تدريس طلبة المرحلة الإلزامية في الديار الإسلامية كتب تاريخ شبه موحدة تحث على نشر المحبة وتشجيع الألفة وحجب عناصر الكراهية. إذ ذكر جلالة المغفور له أن الكراهية والأحقاد التي تنشرها هذه الكتب لا يمكن إزالتها من النفوس في وقت لاحق.

كما أكد على ضرورة التواصل مع الوزارات العربية والإسلامية المماثلة لنشر عناصر الألفة والمحبة على وتواصل الجهات المعنية لجعل الفكرة عالمية تتبناها الأمم المتحدة. وقال بين الجد والهزل قد تجد الأمم المتحدة ضرورة إلى استحداث مجلس أمن تاريخي عالمي يمنع استخدام التاريخ وسيلة لنشر الكراهية والتحريض عليها والتسبب في قيام حروب وقد أصبح التاريخ وسيلة قوية للتحريض على الكراهية والقتل والتدمير.

وفي ختام، الذي شارك فيه نخبة من الأكاديميين وتلامذة الغرايبة والمثقفين، سلمت رئيس مجلس امناء الجامعة ليلى شرف درع الجامعة ولوحة تذكارية تحمل صورة كبير المؤرخين الأردنيين عبد الكريم الغرايبة، الذي شكر الجامعة على هذا التكريم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :