حتى نواكب ما وصلت اليه الدول الاخرى في غير عالمنا العربي من تطور تعليمي,ولنتفادى الركود الذي تعاني منه مختلف المراحل الدراسيه,وحتى لا تضيع مبالغ هائله تصرف على قطاع التعليم دون جدوى,علينا أن نقف على العديد من القضايا والامور التي تؤدي الى الارتقاء بالتعليم في وطننا الغالي,حيث يعاني القطاع التعليمي من مشاكل عديدة تعيق سير العملية التعليمية داخل الغرفة الصفية.

من أهم المشاكل التي يواجهها معلمينا داخل غرفة الصف والتي تعتبر من أهم القضايا التي تعيق سير العملية التعليمية داخل الغرفة الصفية موضوع الانضباط الصفي,ولا نقصد هنا فرض النظام أو هيبة المعلم في حد ذاتها,بل ذلك الانضباط الذي يوفره المعلم داخل الغرفة الصفية بهدف جعل النظام واحترامه قيمة واتجاها ذاتيا يتذوقه الطالب في شخصيته وينتقل الى ممارسته في مختلف جوانب حياته, وعلى المعلم أن يدرك أن نجاحه لا يقتصر على امتلاكه للمعرفه والمعلومات المتعلقه بموضوع الدرس ,بل عليه أن يتقن ادارة الصف من حيث توفير المناخ النفسي والاجتماعي الملائم لعملية التعلم واستخدام أساليب التعلم والتعليم لتحقيق الأهداف ولا يتم ذلك الا بتوفير الانضباط الصفي.

وعرف كثير من التربويين مفهوم الانضباط الصفي بأنه عملية تقوم المدرسه فيها بمساعدة الطلاب على تبني القيم والمعايير التي تساعدهم في ايجاد مجتمع حر منظم ولا يتحقق ذلك الا بتحديد مصادر مشكلات الانضباط الصفي وايجاد الحلول لها لتحقيق عملية تعلم وتعليم ناجحة,ومن بين الامور التي تؤدي الى ظهور المشكلات الصفية الاختلافات الواسعه في القدرات العقلية بين الطلبة,فاذا كان مستوى المادة التعليمية أقل من قدرات الطلبة المتفوقين يؤدي ذلك الى سأم البعض وبالتالي ضجرهم مما يشكل مبررا قويا ودافعا لبعضهم في احداث مشكلات صفية تؤدي الى عدم الانضباط ,بينما نجد أن الطالب ذي القدرة العقلية المتدنية أقل انتباها في مواقف التعلم الصفي مما يؤدي الى تشتته وعجزه عن اتمام مهمات التعلم وبهذا يجد المعلم نفسه أمام مشكلة لجعل هؤلاء الطلبة يحافظون على نظام وانضباط الغرفة الصفية.

ولا ننسى الامور المتعلقة بالادارة المدرسية نفسها والتي تشكل دورا هاما في مشكلة عدم الانضباط الصفي,حيث نجد بعض الادارات غير الواقعية التي لا تسمح للطلبة بابداء رأيهم داخل غرفة الصف وتتعامل معهم بطريقة الاجبار والالزام مما يدفع بعضهم الى تحدي القوانين والانظمة وعم الالتزام بها,فالادارات الصارمة تطمس لهفة الطلاب وتشوقهم للمدرسة مما يتسبب في اخفاقهم.

ولا ننسى ايضا دور الاسرة والجو العائلي الذي يشكل سببا في خلق المشاكل داخل الغرفة الصفية ويؤدي الى عدم الانضباط,فلا زلنا نعاني من بعض العائلات التي تقلل من أهمية التعليم والمعلم وكذلك أسلوب تعايش أفراد الاسرة مع بعضهم البعض مما يعكس سلوكا سلبيا يؤدي بالطالب للقيام بأنماط سلوكية غير مقبولة في المدرسة.

ولكي نرتقي بتعليمنا,على معلمنا أن يكون ناجحا ومربيا كفاءة يدرك كيف يتعامل مع مشكلة الانضباط الصفي وعليه أن يكون متسامحا,يتسم سلوكه بالرأفة والاتزان,ليكون محبوبا لدى طلبته ليتمكن من تحقيق عملية تربوية ذات طبيعه تفاعلية تؤدي الى نتائج باهرة لدى المتعلم,وعليه أيضا أن لا يزيد في اصراره على صف يسوده الهدوء التام دون نشاط لكي لا يدفع بطلابه بمحاولة البحث عن مخارج أخرى لطاقاتهم المكبوته,فليرتقي معلمنا ويتوقف عن الخروج عن خط سير درسه ويتجنب الاحاديث الجانبيه غير المفيدة التي من شأنها زيادة مشكلات الانضباط الصفي,,,وللحديث بقية