عمون - رعى أ.د عدنان بدران رئيس جامعة البترا في حرم الجامعة فعاليات مؤتمر " الثقافة في عالم متغير" والذي ينفذه ملتقى إربد الثقافي وملتقى المرأة بالتعاون مع جامعة البترا ومديرية ثقافة إربد.

واستهل الدكتور بدران مخاطبا المؤتمرين في حفل افتتاح المؤتمرقائلا: أرحّبُ بكم في جامعةِ البترا؛ الجامعةِ التي تسعى بثَباتٍ لتكونَ حاضنةً حقيقيَّةً للإبداعِ، والمعرفةِ المتميِّزة، والفكرِ الحُرّ، ومنارةً للثّقافةِ التي تستجيبُ بفاعليَّةٍ لعالَمٍ ناهضٍ تتغيَّرُ معالمُه باستمرار.

وبين الدكتور بدران ان هذا المؤتمرُ يحمل عنوانًا مَهِيبًا (الثّقافة والمتغيّرات)، ومَهابَتُه تأتي من السّؤالِ الذي لم نتمكّن، لا على المستوى الوطنيّ، ولا المستوى القوميّ، من الإجابة عنه حتّى الآن، متسائلا: كيفَ نستجيبُ لمتطلّباتِ التّغيُّر؟ وبعبارةٍ أدقّ: كيفَ نحقّقُ ثقافةً تجعلُ مواجهتَنا للتغيُّراتِ العالميَّةِ إيجابيَّةً، ولا تُدخِلُنا في أزَماتٍ مستعصيَةٍ متلاحقة؟

واضاف الى انه يفترضُ بالعنوانُ من البدايةِ أن تتَّسمَ الثّقافةُ بالمُرونة، وإلاّ فإنّها ستكونُ جامدةً، غيرَ قادرةٍ على توفيرِ الأُطُرِ والمنهجيّاتِ والطُّرق المناسبة لمواجهة التّحدّياتِ الجديدة، قائلا: إنّ الثّقافةَ كما يصفُها أصدقاؤُنا هي الجدارُ الأخيرُ الذي نستنِدُ عليه، وهذا صحيح، لكنّ هذا الجدارَ إذا كانَ خشبيًّا ساكنًا سيؤولُ إلى الدّمار، وسيتمكّن العالَمُ كلُّه من القفزِ فوقَهُ وتخطِّيه.

واوضح ان المهمّ في الثّقافةِ المرنةِ أن تنبُعَ من القيَمِ الإنسانيَّةِ العُليا، ومن تُراثِنا الأصيل السَّمْح، ومن شخصيَّتِنا القوميَّة والوطنيَّة، ويجب أيضًا أن لا تكونَ مُنغلِقَةً، أو إقصائيَّةً تهمِّشُ الآخَر وترفُضُه وتُلغِيه.

مبينا ان القِيَمُ الإنسانيَّةُ العُليا هي التي تمنحُ الثّقافةَ أصالتَها، وتُكسبُها ميزةَ المعاصَرَةِ في الوقت نفسه، ولا بدّ من التّركيزِ هنا على قيَمِ الإنجازِ والإبداعِ والحرّيّة والتّنوُّع والاختلافِ الحَيويّ، والإيمانِ بالقدرةِ على تحقيقِ الطُّموح، والبناء، والمساهمةِ في مجتمعٍ إنسانيٍّ حُرّ نَبيلٍ متعلّمٍ مُبدِع ديمقراطيّ.

وبين الدكتور بدران ان ما يشهَدُه العالَم من حولِنا، من إعادةِ تشكيلِ خارطة التّحالفاتِ والتّكتُّلاتِ السّياسيّة، والاقتصاديَّة، ويَمُورُ بهِ عالمُنا العربيّ بصورة خاصَّة، يفرضُ علينا التّمسُّكَ بقيمِ النّزاهَة، والوَحْدَة، والشّراكَة، والسّعيِ الجادِّ للبناءِ والإبداع، ونقلِ التّعليمِ نقلةً نوعيَّةً: من معرفةٍ مجرّدةٍ نظريَّة، إلى صناعةٍ ومهارةٍ وتكنولوجيا وتطويرٍ وسلع.
وفي نهاية كلمته كرر راعي الحفل الترحيب بالمؤتمرين متمنيا عليهم الخروج من هذه الجلساتِ بنتائجَ تشخِّصُ المشكلات، وتوصياتٍ تُعينُ على إيجادِ حُلولٍ مناسبةٍ لها.

ويناقش المؤتمر الذي يستمر يومين متتاليين، الأول في جامعة البترا، والثاني في غرفة تجارة إربد، على جلستي عمل: الاولى ويترأسها أ.د محمود الحموري. وتشتمل على اربع اوراق عمل وهي: الثقافة بين المتغيرات الاجتماعية والتقلبات الاقتصادية، للدكتور خالد الجبر ، والإرث الثقافي بين منظومة القيم واستحقاقات الحداثة، للدكتور محمد مقدادي، وبنية التفكير العربي المعاصر للدكتور عبدالرحيم المراشدة ، والشباب ومفهوم الريادية للسيدة فردوس عيسى الشبار.

كما سيشتمل على جلسة ثانية حول: اشكالية التحول والثبات في الثقافة العربيةالمعاصرة، للدكتور محمد صالح الشنطي، وثقافة الخلوي والسلوكيات الاجتماعية المصاحبة، للدكتور حسين محادين، والشباب بين النزعة الاستهلاكية وثقافة الانتاج، للدكتور حسين العمري، والتفكير الاصلاحي بين تراكم الأزمات ومحدودية الإمكانات للأستاذ عبد المجيد جرادات، ويتراس الجلسة الدكتور زهير الطاهات.

ويحتوي المؤتمر في اليوم الثاني على ندوة حول المشهد الثقافي في ظل التطورات الراهنة، برعاية الدكتور قاسم أبو عين، يشارك فيها الدكتور راشد العيسى، والسيد محمد فضيل التل، والسيد حسين نشوان، والسيد عبد الرحيم الجداية، ويدير الندوة الاستاذ علي عودة مدير ثقافة إربد.