عمون – محمد الخوالدة - تدفع الأوضاع الخدمية المتردية في بلدة العراق، الواقعة جنوب غرب مدينة الكرك، كثيراً من مواطني البلدة إلى هجرة بلدتهم إلى المناطق والبلدات القريبة التي تتمتع بقدر مناسب من الخدمات العامة وظروف الحياة المستجيبة لمقتضيات العصر.

التاريخ يقول إن بلدة العراق كانت يوماً ذات شأن كبير حيث كانت في العهد العثماني وحدة إدارية قائمة بذاتها، فيما كان لبلدة العراق أيضاً شرف النضال ضد ظلم الأتراك واضطهادهم للعرب فقدمت العراق 99 شهيداً؛ ثمناً لموقفها البطولي ذاك.

ليس التاريخ ما ينبغي ان يشفع لبلدة العراق ويلفت انتباه المسؤولين لها، فميزاتها الجغرافية والزراعية يمكن ان تجعل منها منتجعاً سياحيّاً وترويحيّاً متكاملاً لو احسن استغلال هذه الميزات، ففي البلدة الاطلالات الجبلية المدهشة والكروم والبساتين دائمة الخضرة، وحيث الكثير من ينابيع المياه التي اندثرت غالبيتها بسبب إهمال الجهات الرسميّة المختصة لها وعدم تعهدها بأعمال الصيانة والتطوير.

يؤكد سكان بلدة العراق أن التاريخ المشرف والميزة الجمالية والزراعية لبلدتهم لم يوفرا لهذه البلدة الرعاية الحكومية المناسبة، فعلى عهدة بعض اهل البلدة ان قَدَمَ مسؤول لم تطأ بلدتهم منذ اكثر من عقد من الزمان لينعكس ما قالوا انه تجاهل الرسميين من اصحاب القرار سلبا على الواقع الخدمي في البلدة حيث غالبية الخدمات فيها لا تكاد تلامس وفق قناعة المواطنين الحدود الدنيا المقبولة، فيما لازال الناس هناك يجهرون بالشكوى "فلا عينا رات ولا اذن سمعت" فهكذا يوصف اكثر المواطنين الحالة.

يقول أهالي بلدة العراق ان الخدمات العامة في بلدتهم سجلت تراجعا اكبر بعد قرار دمج البلديات الذي الغى بلدية العراق ليلحق بلدتهم ببلدية المزار الجنوبي، وهنا يوضح المواطنون ان المسافة الفاصلة بينهم وبين بلدة المزار الجنوبي حيث مقر البلدية الموحدة كبيرة، مما يصعب على المواطنين مراجعة البلدية للمطالبه بهذه الخدمة او تلك، فيما البلديات الموحدة كما يرون تركز خدماتها في مركز وجودها مهملة المناطق الاخرى، ويطالب المواطنون باحياء بلديتهم لانها اقرب لهم واكثر ملامسة لاوضاع البلدة وخدماتها.

واعتبروا أن لبلدة العراق ميزة عن بقية مناطق عمل البلدية من حيث جغرافية البلدة الجبلية الذي يجعل الحاجة لاقامة جدران استنادية جديدة وصيانة ماهو قائم من هذه الجدران لحماية طرق وشوارع البلدة من اضرار الانجرافات التي تتسبب عن هطول الامطار في فصل الشتاء، اضافة إلى ان بعض المياه المتدفقة من الجبال المطلة على البلدة تضر ايضا في الممتلكات العامة والخاصة ومساكن المواطنين، وجود البلدية ايضا قال المواطنون يساعد في تحسين خدمات الكهرباء وخدمات مياه الشرب، واصفين حالة هذه الخدمات بالمنقوصة مطالبين باتمامها وتحسينها.

بلدة العراق تحتاج ايضا وبحسب مواطنيها إلى تعزيز خطوط النقل العاملة بين بلدتهم وكل من مدينة الكرك وبلدة مؤتة، اضافة إلى تحسين الطريق الذي تسلكه الباصات العاملة على خط البلدة، ايضا تحتاج البلدة وفق المواطنين إلى تطوير الخدمات الصحية فيها من حيث تحسين خدمات المركز الصحي ورفده بحاجته من الكوادر والتخصصات الطبية.

الخدمات الزراعية المقدمة في البلدة لا ترقى لطموح المواطنين الذي يقولون ان هذه الخدمات لا تكاد تذكر مقارنة مع اهمية المنطقة بانتاجها الزراعي المتنوع من الخضار والفواكه والاشجار المثمرة، مطالبين بتحسين خدمات الارشاد والتوعية الزراعية وغيرها من الخدمات الزراعية الاساسية.

وفي هذا الاطار انتقد المواطنون ادارة مياه محافظة الكرك التي اتهموها بتدمير ثروة بلدتهم من عيون وينابيع المياه التي كان عددها يصل إلى زهاء 90 عينا وينبوعا، فيما تراجع عددها حاليا إلى ست فقط حيث اندثرت بقية العيون والينابيع جراء السيول الجارفة التي عادة ما تغرق المنطقة في مواسم الشتاء شديدة المطر، وطالبوا الادارة بالعمل بعناية اكبر في عيون وينابيع المياه المتبقية والاستقصاء عما غار منها بهدف تحسين كميات مياه الري التي تحتاجها المنطقة.

بلدة العراق تحتاج ايضاً، بحسب قاطنيها، إلى رعاية واهتمام اكثر في مجال خدمة قطاعات المرأة والطفل والشباب، اضافة إلى حاجتها لمشروعات تنموية تعتمد على موارد البلدة الزراعية بهدف توفير فرص العمل وتحسين المستوى المعيشي لابنائها.