.. ويأتينا خبر مفرح ، هو فوز الموسيقي الأردني طارق الناصر بالجائزة العربية الأولى ، وفي حقيقة الأمر فإنّ تكريم الناصر تأخّر كثيراً ، ومن النادر أن تتابع مسلسلاً سورياً مهماً هذه الأيام ولا ترى اسمه يتصدّر الأسماء ، ومن المستبعد أن يستمع المتذوقون إلى مقطوعة له ولا يميّزون أنّها من إبداعه ، فقد طبع صاحبنا أعماله ببصمته المميّزة.وكالعادة ، فالتكريم للفنان الأردني المبدع لا يأتي من بلده ، فبلده غارق في التأكيد على الغثّ على حساب السمين ، وإبراز السطحية على حساب العُمق ، واختيار الفائزين بالجوائز بالواسطات والمحسوبيات ، ومدى القرب من لجنة الفرز ، وأسباب أخرى لا يعلمها إلا الله.

ونتابع أعمال ونشاطات الناصر من بعيد ، ومنذ بدأ ، ونعرف أنّه اختطّ لنفسه مساراً سلساً في هذه الطريق الوعرة في بلادنا ، واستطاع أن يفرض موهبته بالاصرار والمثابرة ، وعدم الالتفات إلى التشويش الذي يأتي من هنا أو هناك ، وعلينا أن نعترف بأنّ الناصر فرض نفسه على المؤسسات لا العكس ، وأن تقديمه إلى الأردن كان من الخارج ، وسوريا تحديداً ، ولا يستطيع أحد من المسؤولين إدّعاء فضله على الفنان المحترم.

نفرح لفوز طارق بالجائزة ، ولكنّنا نفرح لتكريسه نفسه صاحب ريادة عربية أكثر ، فالجوائز فُرّغت من مضمونها وصارت أكلة باردة ، ولكنّ الجائزة الحقيقة هي في الاختراق الذي حققه صاحبنا في بلد لا يعترف أهله بالموهبة ، ويحاولون دفنها في مهدها ، غيرة حسداً.

مبروك كبيرة.. لطارق الناصر.