تشرفت بان عملت لمدة تزيد عن احد عشر عاما في سفارة خادم الحرمين الشريفين في عمان، وكنت خلالها عضوا اساسيا فيها، لم اشعر ابدا اني خارج حدود مملكتي وبلدي، فالسمات هي السمات، والمحبة هي المحبة والحرص هو الحرص، وما زالت في ذهني كلمات غالية قالها لي السفير عبدالرحمن بن ناصر العوهلي عام 2002 انا لا ارى نفسي سفيرا لمملكتي فقط انا سفير للاردن في السعودية وسفير للسعودية في الاردن، ولا يوجد ما هو اقرب من الاردن قيادة وشعبا للسعودية، وما يربط بيننا اكبر بكيثر من العوامل الموضوعية التي تجمع بين اي بلدين.

وللامانة اني في كثير من الاوقات كنت اعتقد اننا في سفارة المملكة الاردنية الهاشمية، لم اكن اتخيل هذه الحميمة في الحرص والمتابعة والمشاعر، التي تجعلك للحظة تعتقد ان الحدود وهمية بيننا الى حد غير عادي. شكرت الله مرات كثيرة واشعرني هذا القرب وهذا الصدق بأمل قادم دائما.

هذه السمات وهذا المحطات لم تتغير بعد عودة السفير ابو عبدالعزيز الى الرياض بل تواصلت مع السفير الجديد الاستاذ فهد بن عبدالمحسن الزيد ابو طلال، الذي تعلمت منه كيف اختصر التنقل من مكان الى مكان في عمان، ربما كان احد ابنائها اكثر مني وهذا ما عرفته منه في احتفالية مئوية عمان، نعم يعرفها بدقه متناهية وله صداقات اخوية مع عائلاتها التاريخية تمتد لعقود ماضية، كل ذلك لم يكن مقدرا ان يكون لولا ان عشقها عندما كان فتى يتجول في كل تلك الاماكن الدافئة فيها.

النقاشات والحوار مع سعادة السفير ابو طلال كانت حميمة وتحمل هم عروبي واخر اردني، كان حريصا دائما على ان يترجم حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في ان تكون المملكة العربية السعودية الشقيقية الاقرب الى توأمها المملكة الاردنية الهاشيمة. الم يقل هذا الملك العروبي النقي الذي احببناه عن الاردن انها حبة العين الثانية بالنسبة للمملكة العربية السعودية، حفظك الله ابو متعب كم انت محب وعروبي نقي.

من عايش الاحداث على ما يزيد من العقد يدرك كم هي العلاقة بين المملكتين كبيرة ونقية ويدرك كم تحظى برعاية ملكية سامية وحرص على تجسيد هذه الرعاية، وانها بحميميتها واخويتها تتجاوز كل الاعراف والبروتوكلات بين الدول الحليفة.

نعم في وجوه الاخوة الدبلوماسيين السعوديين وعلى مدار ما يزيد عن العقد لم المح يوما غير المحبة والصدق والتفاني لبلدهم الثاني الاردن، حرص كان نابع من وجدناهم ومن توجيه دائما لصاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل ونائبه صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن عبدالله على ترجمة رؤى القيادة.

ما يربط بين المملكتين من علاقة استراتيجية لا تفسرها كل معاني الجوار والتبادلات الاقتصادية والامنية والسياسية، انها بالاضافة لكل ذلك علاقة قدرية ترتبط بوحدة مصدر الامل ووحدة مصدر الالم وتشابك بين شعبين وقيادتين. وادعو الله ان يمكنني لانصف هذه العلاقة باكثر من مقال.