في العيد الخمسين للجامعة الاردنية وجه جلالة الملك عبدالله الثاني بتاريخ 10/12/2012 من منبرها خطابا نوعيا لكافة الجامعات الاردنية تضمن توجيه صريحا من اجل بلورة الجامعات لدورها في مجال تنمية الثقافة الديمقراطية وقيمها وسلوكها، بالاضافة الى تكريس نهج الحوار كاداة اساسية من اداوت بناء التوافق في كافة القضايا.

ومما جاء في الخطاب الملكي " مطلوب من الجامعات الأردنية كلها أن تركز على نوعية ومستوى التعليم العالي، وأن لا يقتصر عملها على الجانب الأكاديمي والتعليمي، وإنما عليها مسؤولية تشكيل الوعي الثقافي والديموقراطي، وتعزيز الهوية الوطنية الجامعة على مبدأ المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات، وتشجيعكم أنتم الطلاب على المزيد من الإبداع والتميز والعمل التطوعي وتكريس ثقافة الحوار والقيم الديموقراطية واحترام الرأي الآخر".

وقبل هذا الخطاب وفي لقائه مع طلبة جامعة اليرموك بتاريخ 19/3/2012 اكد جلالة الملك على دور طلبة الجامعات في المساهمة في معالجة التحديات من خلال الحوار المبني على الحقائق وقبول الاخر وصولا الى إلى بناء قاعدة شبابية، ووعي سياسي جديد. وقبلها بيوم واحد التقى عددا من رؤساء الاتحادات الطلابية في الجامعات، وحثهم على الانخراط في مسيرة الإصلاح والتطوير وبناء الوطن ونبذ ظاهرة العنف.

تكرار اللقاءات خلال عام واحد اعطى انطباع راسخ باهمية دور الجامعات بمعناه الشمولي، والذي قابله تقصير واضح من ادارة الجامعات في التقاط هذه المضامين واخرها الخطاب الملكي وتحويلها الى خطة اجرائية متكاملة لدور الجامعات في مجال التنمية الثقافية والديمقراطية.

وفي حدود ما هو معلوم فان مبادرة الجامعة العربية المفتوحة رغم انها جامعة خاصة وجامعة البلقاء التطبيقية في ادراج الاوراق النقاشية التي طرحها جلالة الملك في اطار خطة الدراسة الفصلية، ومناقشة الافكار والتطلعات التي تطرحها الاوراق لصياغة مستقبل الاردن، وتوجه الجامعة الاردنية في بلورة خطتها، بقيت هي الاستجابة الواضحة والمباشرة في ساحة الجامعات الاردنية.

عدم تفاعل ادارة الجامعات مع التوجه الملكي يطرح العديد من التساؤلات ، وما نود التركيز عليه، التفكير بقدرة ادارة الجامعات على التعامل بالشكل الكافي مع التوجهات الاساسية في هذه المرحلة وما تتطلبه من ادوار جامعية، فاحد اهم التحديات الاساسية في اطار تعزيز الديمقراطية يكمن في تعميق الثقافة الديمقراطية، والجامعات والاتحادات الطلابية والمؤسسات الفكرية والثقافية والاكاديمية تشكل اهم الروافع الثقافية والفكرية في هذه العملية.

الجامعات الاردنية، حتى اللحظة لم يدركها الوقت كثيرا، وما زالت مطالبة بترجمة ما ورد في الخطاب الملكي الى خطة عمل واضحة للاسس التي سيتبلور من خلالها دورها في مجال تشكيل الوعي الثقافي والديموقراطي، فالتحول الديمقراطي الناجز لا بدا وان يتأسس على وعي ثقافي ديمقراطي راسخ.