اقدم للقراء بعض القصص والافكار ذات المثل العاليه حتى يقرأها من فاته ان يتذوق او من يريد ان يطلع على مثل هذه القيم

االفساد و الفيل الأبيض

الفيل الأبيض مصطلح لشكل من أشكال الفساد في القطاع الحكومي في العالم فاذا توجهت الحكومة في أي بلد للعالم للإستثمارات يمكن أن يظهر مصطلح الفيل الأبيض . إذا وقع فساد يعني هل التخاصية أو الخصخصة تمنع الفساد و تبعد شبح الفيل الأبيض . الجواب لا يمكن أي جهاز حكومي وطني يقوم بالمراقبة الا أن يحقق انجازات مميزة .....

يعني إذا كانت الحكومة قوية غير ضعيفة فانها تعالج الفساد .

و يمكن أن تقوم منظمات المجتمع المدني بماكفحة الفساد و منظمات المجتمع المدني هي ما يعرف ب NGO . و في إيطاليا منظمة مجتمع مدني تسمى الأيدي النظيفة فهي التي كشفت عن فساد في موضوع الإسمنت و ان إستهلاك الإسمنت في إيطاليا هو ضعف استهلاكه في الولايات المتحدة و ثلاثة أضعاف استهلاكه في ألمانيا و بريطانيا و ان هناك فساد في التقدير و رفع التسعير و عدم وجود فوائد إقتصادية و جهات تتلاعب و في نيجريا ظهر الفيل الأبيض و تم استيراد اسمنت يعادل ثلثين حاجة إفريقيا كلها و يزيد عن قدرة أوروبا الإنتاجية و حتى الإتحاد السوفياتي في ذلك الوقت . وهنا اذكر ان المجتمع المدني يمكن ان يكافح الفساد

و على ذكر اليد النظيفة فان هذا المصطلح ظهر في الأردن ليس على يد منظمات مجتمع مدني و لكن في بيان الحكومة الوزارية لأحمد عبيدات عام 1984م . وحدثني المرحوم سليمان عرار نائب رئيس الوزراءان البيان الوزاري ركز على ذلك وانهم صاغوا تلك العباره

و الواقع أن جهود الأردن قديمة و بدأت مع دستور 1952 بتأسيس ديوان المحاسبة الذي أعطي رئيسه حصانة لا يأخذها احد في الأردن من غير النواب غيره هو و هذه الحصانة جتى يقوم بعمله خير قيام و لا سلطة لأحد عليه و أحب أن أذكر أن الإهتمام استمر منذ عام 1953 في جميع كتب التكليف و البيانات الوزارية تحت أسماء و مصطلحات مختلفة منها الإصلاح الإداري و غيرها من مصطلحات و تشكلت في الأردن هيئات اخرى غير ديوان المحاسبة و بلغ الإهتمام ذروته الأعوام الأخيرة و لابد من نهاية المرحلة التي تبدأ عادة بتشخيص الفساد ثم وضع ألية معالجة او ردع الفساد .ويقول لك اليابانيون دائما المهم ان تقلص حجم الفساد .تذكر حجم الفساد وفي الاردن الحديث دائما عن الفساد فيه سوء تشخيص اذ ان البعض يريد ان يصلح المسووءلين انفسهم .انا معهم وهذا مطلوب ولكن الناس مطالبه باصلاح انفسها فهي ايضا بحاجه للاصلاح حتى في اماكن يجب ان تكون بعيده عنه

الخدمة : مفهوم الخدمة :

المطلوب من أي موظف أن يخدم أمته و شعبه و أن يؤدي الامانة و رسالة مهنته و أن يعمل مقدار ما يأخذ من راتب و لا اقول أكثر

في كتاب المغفور له الملك حسين بن طلال ( مهنتي كملك ) إشارة واضحة لمفهوم الخدمة .

و تلاحظ أن إسم ديوان الموظفين هو ديوان الخدمة المدنية أن تخدم الشعب و الناس .... و بصراحة هذا شرف ... خدمة الشعب شرف كبير للموظف

و أخاطب الموظف و أقول الا تجعل مسافة المتر و هي مسافة المكتب حاجزا أو برجا عاجيا بينك و بين الناس .

في إحدى دول العالم الثالث زرت رئيس تحرير صحيفة كبرى و ذكرت له أنني لاحظت أن من يتجولون في الشارع في تلك الفترة الصباحية هم شباب ما بين 20-40 سنة ....... ابتسم قال لي هؤلاء موظفون يأتون صباحا و يوقعون على دفتر الدوام و يتركوا معاطفهم أو ستراتهم ثم يذهبون للتسكع و الزيارات و يتركوا خدمة الناس.... و ذكر لي أنه يطالب بالانضباط الإداري و ان تنضبط الناس و الموظفين .

المطلوب أن نعدل في التعامل مع الناس حتى على مستوى الموظف المطلوب أن يخدم والناس فى خارج العاصمه لا ترى رئيس الوزراء و لكن ترى الموظف الصغير .

أحسن إلى الناس تستبعد قلوبهم ......

في مرة ثارت جماعة من الناس على الوالي و لما كتب الوالي للخليفة شاكيا قال له :

لو عدلت لم يشغبوا

و لو وفيت لم ينهبوا

في السابق كانت الخدمة في القطاع الخاص أفضل من الخدمة في القطاع العام لان القطاع العام حكومي و القطاع الخاص غير حكومي يريد الربح و المعاملة افضل و البعض يذهب للقطاع الخاص بدلا من القطاع العام قد يذهب لطبيب في القطاع الخاص من أجل معاملة أفضل و ليس علاج أفضل فحسب .

في حياتي شاهدت موظفين مميزين للغاية ..... كانوا يتعاملون مع الناس برقي بالغ .... أحدهم عمل في القطاع الحكومي خمسين عاما و كان دائما رائقا و هاديا و لم أشاهده يوما عصبيا فهو لا ينفر او يغلط على موظف ..... هل تذكرون بعض المميزين محمدعوده القرعان في وزارة الماليه وسعد الدين جمعه في الرئاسه وعبدالله كنعان في مكتب سمو الامير حسن وجمال بدور في الجمعيه العلميه الملكيه ومحمد علي بدير في القطاع الخاص والعام .كلهم كانوا مميزين في الخدمه وهناك غيرهم ,وفي القطاع الخاص اطلعت قبل اسبوع على رسالة ملكيه معبره جدا من الملك حسين رحمه الله للاخ المهندس عباس النابلسي الذي تطوع بالمساهمه في اعادة الصيانه والتجهيزات في مؤسسة الحسين الاجتماعيه وكلفه ذلك اكثر من 50000 دينارا عندما نصر دعوة ا الحسين في توفير المأوى المناسب للايتام قبل اكثر من سبعة عشر عاما وقبل ايام مرت بنا لوحه جميله لعلي نزال محافظ جرش الذي القى القبض على شباب اساءوا التصرف في الشارع مع طالبه ورشقوها بكوب شاي وقام المحافظ بشراء جلباب جديد لها وتكرم الاخ محمود ابو عبيد وقابله على الهواء في دار الاذاعه الاردنيه

تمر أحيانا بلاد بظاهرة الإعتداء على الموظف العام لان الموظف يحجب الخدمة وهنا يبدا الاعتداء على الموظفين من الناس و في فترة قصيرة وفي عام واحد هوجم قي الاردن ثلاثة موظفين كبار

.في الباكستان تعرفت على حكيم محمد سعيد وزير صحه اسس موسسه سماها همدرد (تبادل الالم) لانه يتعب وهو يعالج الناس يوما في الاسبوع مجانا وهكذا يتبادل الالم ويخففه عن الناس وهذا معنى همدرد هو يعالج الناس ويتعب ولكنه يتبادل الالم معهم والاصح ان نقول انه يتعب مقابل تخفيف الالم للاخرين

الحق: الحق:

احيانا تبحث عن حقك ... و في امثالنا يقولون ( لا يضيع حق وراه مطالب) بمعنى ان الانسان سيحصل على حقه اذا تابع الموضوع .

و الحق له علاقة بالعدالة و احقاق الحق هو عدالة بحد ذاته ... و الحق يرتبط بالرجولة و على الاغلب فان من اهم صفات الرجال والرجولة هي الدفاع عن الحق و تاريخيا انتبه الرسول محمد صلوات الله عليه عندما ارسل المسلمين الى الحبشة في اول هجرة للمسلمين فانه اختار النجاشي لانه ملك لا يظلم عنده احد . بمعنى انه لا يظلم و ان الذين عنده لا يظلمون الاخرين ايضا .

و عادة من المفروض ان لا يحمل الحق من علت به الرتب و ان يتسامح حتى لو كان له حقا عند الاخرين .

وفي تراث العرب الشعري دعوة للتسامح ليس لها مثيل هذه الايام.

قال الشاعر :

و ذي رحم قلمت اظفار ضغنة

بحلمي عنه و هو ليس له حلم

اذا سمته وصل القرابة سامني

قطيعتها تلك السفاهة و الظلم

فاسعي لكي ابني و يهدم صالحي

و ليس الذي يبني كمن شأنه الهدم

و اخيرا اسأل هل هناك ما هو افضل من الحق ... ؟ سأروي هذه القصة و فيها الجواب ...

ذات يوم وقعت مشاجرة بين جماعتين في قريش فاقبل ابو سفيان و سأل المتشاجرين هل تريدون الحق ام ما هو افضل من الحق قالوا ... و هل هناك ما هو افضل من الحق ؟

اجاب: نعم العفو.

و هنا تصالح الطرفان ... نعم العفو افضل من الحق