نشمية أردنية ولا أروع، منطق وعقل وفكر، ومن يستمع إليها، يجد بصمة الوالد المفكر حاكم الفايز، ذلك الرجل العروبي الذي خرج من دائرة الإقليمية وتطهر منها، وقد أحسن التربية وأحسن الزرع وإعتنى به، فما أروعه.

إصرار الشباب وعزيمتهم والوعي المغلف بالثقافة الملتزمة، تقرأه في عينيها وهي تتحدث معك بدون تكلف، والجرأة والشفافية عنوانها.

تتحدث معك وهي تحفظ درسها جيدا، وتعرف أين تضع الفواصل والنقاط، ما يزيدك احتراما لها، فهي تفرض عليك هذا الاحترام دون أن تطلبه، كونها راجعت درسها قبل أن تخرج من بيتها.

درجة التصميم على الوصول إلى هدفها لا تخفيها عن محدثها، ولا تتردد في إعلان هويتها الفكرية، وتقول انها خاضت إنتخابات برلمانية سابقة، ولكن لم يحالفها الحظ، بسبب عقبات وضعها الخصوم - وهي تعرفهم –أمامها، لكنها نجحت هذه المرة بعد أن إختفت هذه العقبات.

ترفض التبعية، وهي عصية على الترويض، والإشعاع الصادر من عينيها ينبئ عن أصالة متأصلة فيه، لذلك فإن حضورها في مجلس النواب سيكون له طعم مميز ونكهة منعشة، لأن المرأة النائب المتمثلة بهند عاكف الفايز، سيكون لها دور نسعى لتثبيته.

ابنة حاكم الفايز تعتب على الإعلام المحلي الذي لا يشارك في القضايا المصيرية إلا بـ"ألو"، وتستعرض مناسبات وطنية تهم الوطن والمواطن ،يغيب عنها هذا الإعلام الذي لم يقترب من حدود إعلام الوطن. كما أنها تغمز من قناة هذا الإعلام الذي يمجد الفاسدين والمفسدين ويتجاهل أمثال والدها المبجل.

النائب هند الفايز عنصر نسائي واعد بإعطاء توصيف جديد للمرأة، شقيقة الرجل وصنوه، ولذلك يجب حشد الدعم الفعلي لها حتى لا تجد نفسها وحيدة، تصارع في الغابة التي تعج بالغيلان المفترسة، التي تلاحق كل من تنفس عشق الوطن ،وتنظر إليه خريطة كاملة متكاملة غير ناقصة ،وتراه إنتماء لجهاته الأربع لا ضرع بقرة يحلب منه.
إبنة حاكم الفايز نشمية أردنية قومية، وهذا هوالرصيد الذي يحمي من الإفلاس الفكري والاجتماعي، فهي ترى في الأردن وطنا حرا أبيا وتطمح بوطن عربي حر موحد.

من هنا نبدأ ،فالمراة الحرة هي أساس المجتمع الحر، ومن يرضع من ثدي حرة، فهو بالتأكيد رجل حر وحر وحر،والطفل الذي ينام في حضن حرة تهدهد عليه بأغنية "نام نام لأذبح لك جوزين حمام"، سيشب على الحرية ،وينبذ الذل ويرفض الخنوع والإهانة ،حتى أن الرجل الذي يتزوج من حرة ،سيتغير مع الزمن وسينبذ الصفات السلبية فيه تطهرا ليرتقي إلى مستواها، وينتفض على واقعه.

هنا تكتمل الصورة،إبن حرة،وزوج حرة،ويلحقها اخو حرة، وقبل هذا وذاك أب حر، وكما أسلفت فإن المجتمع سيصبح حراً، وسيكون غدنا أفضل من يومنا، ويومنا أفضل من أمسنا.