تحتفل الأسرة الأردنية الواحدة والعالم العربي والإسلامي يوم الثلاثاء بعيد الأضحى المبارك، اليوم يحتفل المواطن الأردني بعيد الأضحى مثقلاً بالهموم والوجوم فإرتفاع الأسعار والتكاليف المعيشية إستنفذت كثيراً من طاقاته وطموحاته عبر الأيام والسنين فأضحت آماله وطموحاته في العيش الكريم هماً يومياً يطارد أحلامه المتناثرة تارةً والمتباعدة والمتشابكة تارةً أخرى !!

يرى الكثير من المواطنين الأردنيين أن الحكومة سوف تواجه تحديات اقتصادية ضخمة بعد عيد الأضحى المبارك تتطلب مواجهتها تعزيز الاستقرار الداخلي من جانب وتعزيز ثقة المستثمرين من الجانب الآخر، ويبقى احتمال تراجع معدلات النمو الاقتصادى والعجز التجاري وارتفاع نسبة الفقر والبطالة المستوى العام للأسعار مصدرا لقلق الحكومة خاصة ما إذا أخذنا بعين الإعتبار استمرار حالة عدم الوضوح فى الرؤى الاقتصادية للحكومات المتعاقبة.

على الحكومة المضي قدما في برامج الاصلاح المستهدفة لتحقيق اهداف محددة وفق معايير واضحة ووفقاً لمدة زمنية مدروسة بعناية وضمن أسس منهجية من اجل التقدم نحو ازدهار اقتصادي ملموس.

إن حال الوطن يستلزم مواجهة الحقائق السياسية والإقتصادية والإجتماعية بنظرة أكثر شمولية وواقعية ، فالفقر والبطالة والجريمة والدين العام والمساعدات الخارجية وعجز الموازنة ومعدلات النمو الاقتصادي ودعم السلع وتنمية المحافظات والمعدلات الضريبية والحوافز الإستثمارية والنمو السكاني ومخرجات التعليم العالي وغيرها من الأمور يجب أن يتم النظر إلى كافة أحوال الوطن والمواطن بشكل شمولي مترابط وليس بمعزل عن بعضها البعض !!

يتعين على الحكومات المتعاقبة أن تعي وتدرك أن الإصلاح المنشود للوطن والمواطن يجب أن يكون أكثر واقعية وجدية وأن يتم إعطاء إهتمام أكبر إلى مكافحة جذور الفساد وتعزيز دور الجهات الرقابية وإستقلال القضاء وتنفيذ شبكة الضمان الإجتماعي والمشاريع الإستثمارية وتطوير المزيد من البرامج الموجَّهة إلى المجتمعات المحلية الفقيرة في المحافظات وتعزيز دور القطاع الخاص في المشاريع التنموية والإستفادة من المنح الخارجية بشكل أكثر موضوعية من أجل تمكين المواطن الأردني من لعب الدور الصحيح الملقى على عاتقه في بناء الوطن المعاصر القادر على مواجهة التحديات بخطوات جرئية ثابتة.