يعيب الكثير من الناس على البعض منهم - قد يكون الأصح القول : يعيب البعض على الكثير من الناس - تعميمهم الأحكام والطعن ، وإلقاء اللائمة دون تمييز بين من يستحق الحكم ومن لا يستحق . وقد وجدت في القول التقليدي الأردني المتداول بأكثر من صيغة عدلا وإنصافا ، ومن الصيغ المتداولة بهذا الشأن : " سَبعُه من دون رَبعُه " و " سَبعَك من دون رَبعَك " وغيرها . ظننت لسنوات أن مفردات القول السابق أو أحدها من العامية الدارجة ، وخطر ببالي الرجوع إلى أمهات معاجم اللغة العربية ، فوجدت أنها عربية فصحى ، حيث ورد : سَبَعَه يَسْبَعُه سَبعا أي طعن عليه وعابَه ، وشتمه ووقع فيه بالقول القبيح . أما الرَّبع فهو جماعة الناس ، وأهل البيت ، والمنزل وأهل المنزل ، والعدد الكثير .

إن كنت لا أحبذ الشتم واللعن ، ولا أميل إليهما إلا في ما ندر ، إلا أني أجد أن من العدل والإنصاف عدم تعميم الأحكام والأقوال ، إذ أن وقوع فرد ما بالخطأ أو الزلل لا يبرر لوم أهله وعشيرته ، وإن كان البعض يميل لذلك معللا لومه بعدم قيام الجماعة بردّ الفرد عن غيّه . إن في تعميم اللوم على الجماعة بفعل أحد أفرادها من الظلم والإجحاف الشيء الكثير ، وفيه استعداء المجموعة ، وسعيها لرد ما وقع عليها من ظلم ، وفيه تستر على فعلة الفرد بتعميم اللوم على المجموعة .

لننظر إلى الفاعل الحقيقي إيجابا أو سلبا ، ولنوجه له الثناء أو اللوم وحده ، دون تعميم الثناء أو اللوم على الأهل والعشيرة ، أو زملاء العمل ، أو الجيران ، وعدم المساس بمزايا وسجايا الآخرين من الأهل والزملاء والجيران وكل من لا علاقة له بالأمر خيرا أو شرا ، وليتحمل الفرد عواقب عمله وحده .

haniazizi@yahoo.com