اذا ما استثنينا عمان فان اربد هي المدينة الاكبر......والارحب فضاء....والاخصب تربة....والالطف طقسا........والاقرب الى طبريا وبيروت والشام..............ارابيلا لها تاريخ لم ياخذ مكانه في مناهج التاريخ الاردنيه......وعند المرور على ذكر عرار تتداخل الصور .....وتدفن صورة المناضل من اجل الحرية لحساب صور الشاعر العاشق ..والمناكف دون التوقف كثيرا عند الشاعرية التي وظفت الفن في خدمة الهوية الجامعة.....فهو لا يرى فرقا بين ماحص والفحيص....ولا الطفيلة.. والثنيه....يقسم بالبلدات الاردنيه يوصل بين الوسط والشمال والجنوب بين بلدات وقرى يسكنها المسلمون والمسيحيون......وبين فتاة الخرابيش.....وضبيات وادي السير.............
عرار يقود ثورة اجتماعية لم يفهم الكثيرون ابعادها.....لقد اراد الحاكم الاداري .....رائد التغيير ان يحدث فرقا في حياة مجتمعه.....ثورة سبقت المباديء التي جاء بها الدستور.......ثورة عرار كانت اجتماعية انسانية....سبقت الاعلان العالمي لحقوق الانسان......ثورة عرار دعت الى الحق والعدل والمساواة.....لقد التزم ابا وصفي فيما قال شعرا بأفعاله....عاش بين الناس واحبهم ...لم تستهويه عطايا الحاكم ولا الاوسمة والالقاب....عرار مثل اربد كان يعطي دون ان يأخذ....كان يقول الاشياء التي لا تجد من يقولها شعرا ويعمل بما يقول جهرا......لم يعلن عرار يوما انه سيعمل كذا وكذا.......وبلا اية خارطة طريق.. نفذ كل معتقداته......بعده جاء وصفي .....وظن الاب والابن ان عليهما ان يتركا الطريق لنا لنكمل المشوار لكننا انشغلنا في البحث عن نصيبنا من غنائم التنمية التي لم تتحق وبقينا نتباكى على الرجلين لا لرحيلهما وانما للعقم الذي اصاب امهاتنا بعد ولادتهما..........لك الله يا بلدي