هناك احاديث سابقه مطوله وهناك كتابات وافيه كتبها نذير باشا حول ملف 1970 وتداعياته واغتيال وصفي ومع كل ذلك وفي إتصالات هاتفي بيني وبين نذير باشا رشيد حول مقالي الذي نشرته في عمون بعنوان : (إعادة زيارة لإغتيال وصفي وأيلول ونذير رشيد) فان نذير اعتبر ان ماكتب لم يعط صوره عن خطورة الموقف وبخاصه (ثلاثة امور وهي موضوع حراسه وعلاقة وصفي بالعمل الفدائي وتلاقي اهداف مصر وسوريا والعراق والمنظمة على تغيير النظام في الاردن وقطع الدول الكبرى الاتصال مع الاردن) أكد نذير ان الحكومه لم تجتمع مرة واحده .و لم تستطع الاجتماع وكان العمل عسكري مخابرتي فقط كما ذكرت
وارجو أن أضيف للقارىء والقارئة ما يلي :-
أولاً :- بالنسبة لتأمين الحراسة لوصفي اشار نذير باشا أن وصفي التل كان ذا شجاعة نادرة ومذهلة في كل مجال يخطر على البال ، وشجاعته كانت هي المشكلة للأجهزة الأمنية خاصة في تلك الأيام ، كان خصومه يفشلون في إخافته أو ترغيبه وبالنسبة للسفر إلى القاهرة كانت أخبار مؤامرة إغتياله قد تسربت وكانت دائرة المخابرات تعلم أن هناك محاولة إغتيال لوصفي وتعلم أن الرئيس المصري السادات لن يحمي وصفي لا بل ربما يساعد القتلة ، وبعد توالي الاخبار من مصر عن توقع الاغتيال فإن الأردن إستدعت السفير علي الحياري ليوضح خطورة الموقف لكن وصفي كان يرى أن الأردن لا يجب أن ينعزل أو يعزل نفسه ويجب أن يشارك في كل المؤتمرات وعلى كل المستويات وكان يؤمن بالقضاء والقدر. هذا اعاد لخاطري كلام بهجت التلهوني بعد تفجير الرئاسه عام 1960 ومصرع هزاع المجالي اذ ان الملك حسين رحمه الله طلب منه ان تمارس الحكومه اعمالها من الديوان الملكي ولكن بهجت اختار مقر ا موقتا عند الدوار الاول في البرلمان القديم حتى لايظن البعض ان الحكومه خائفه
ثانياً :- حول علاقات وصفي بالعمل الفدائي الفلسطيني والمنظمات أشارنذير أن وصفي لم يرد للعمل الفدائي أن يتحول إلى أحزاب سياسية مسلحة مرتبطة بقوى خارجية وتمتثل لأوامرها على الساحة الأردنية .كان دائماً رفيقاً بهذا العمل وعلى علاقة برموزه وقادته وفي حوار دائم مهم وكانت تعليماته أن يراعى دائماً الحد الأدنى من ردود الفعل على تجاوزات افراده .
ثالثاً :- ارهاصات فكرة تغيير النظام قبيل ايلول ( في شهر تموز ) 1970: تفرد نذير بين اقرانه الذين كتبوا عن 1970 في التركيز على المستقبل المجهول الذي كان ينتظر الاردن بظهور فكرة تغيير النظام وارهاصات هذه الفكرة الظالمه وإستشهد بكلام ( أبو إياد ) في كتابه ( فلسطيني بلا هوية ) أن إجتماعاً عاماً لمجلس المقاومة ضم اثنتي عشر منظمة برئاسته لبحث تغيير النظام في الأردن والحلول محله ، ويقول أن وزراء إحدى الحكومات تم تعيينهم من قيادة فتح أقوى المنظمات وأغناها . وبالنسبة لاختراق الحكومه وعدم الكفاءه وعدم النزاهة التفاوضيه قرأت في الوثائق الاميركيه المعروفه باسم (Facts on File) اشارة لتعليق قاله الملك حسين انئذ ما يؤكد هذا
رابعاً :- تلاقي الاهداف بالنسبة لهدف تغيير النظام :
اشار أن اهداف مصر وسوريا والعراق تلاقت في موضوع تغيير النظام واستبداله وأن جمال عبد الناصر أعطى المنظمات أربعة أيام قائلاً أنها وقت كافٍ لهم إذا كانت لديهم القوة لتغيير النظام وإلا سوف يتدخل لوضع حد لوقف القتال ، و بالنسبة للعراق كان في الأردن وفداً من قيادة حزب البعث العراقي ومنهم حردان التكريتي وصالح مهدي عماش وعبد الخالق السامرائي. كان لديهم فرقة ولوائين مظليين ، وكانوا يريدون تغيير النظام قبل وصول القوات السورية .
أما السوريون كان لديهم أربعة ألوية مدرعه في درعا وما حولها وضعوا عليها أعلاماً فلسطينية ودخلت القوات السورية فعلاً ( 400 دبابة ) وتزامن دخولها مع دخول ياسر عرفات الذي أعلن تشكيل حكومة لإدراة ماسماها المناطق المحررة وفعلاً سيطروا على الرمثا وإربد والنعيمة واندفع رتل بإتجاه المفرق وأخلى له العراقيون الطريق .
على العموم تمكن الجيش وسلاح الجو من ردهم على أعقابهم وفشل الهجوم وتدخل حافظ الأسد وكان وزيراً للدفاع وقام بحركة تصحيحية وأبعد القادة الذين خططوا لهذا الهجوم وفتح الحدود المغلقة مع الأردن .كان الاردن مخنوقاً قبل ذلك ويستورد ما يريد عن طريق رأس الرجاء الصالح لأن قناة السويس مغلقة.
· هذا ملخص لأبرز أفكار الأخ نذير رشيد واحب ان اضيف أن الملف لم يغلق بعد إنتهاء العمل العسكري بل بدأ العمل السياسي المكثف و كانت رحلة كبيرة للأردن مع العمل السياسي وبجهود العقلاء جميعاً وأبناء هذا الشعب الطيب اذ عادت الحياة إلى مجاريها وفي شبه إجماع . أن هذا هو الشيء الطبيعي لهذا البلد الأمين بعيداً عن المغامرات التي عصفت بالمنطقة ولم يستطع أحد إطفاء الحرائق ودفعت الشعوب الثمن .