facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مصادر الطاقة والصراعات الدولية


النائب حسن عجاج
30-12-2013 01:39 AM

شهدت المنطقة العربية عدة حروب وصراعات دولية وإقليمية ،وتكمن أسبابها في موقع الوطن العربي الاستراتيجي الذي يقع في مركز قريب متصل بدول العالم،ويشكل سوقاً وممراً هاماً لهذه الدول.
وأما السبب الآخر لهذه الصراعات والحروب فتكمن في الثروة النفطية الكبيرة التي تعتمد عليها دول العالم في تنمية صناعاتها واستمرارها في الانتاج.
لقد بدأ الصراع على النفط في المنطقة وكان له دور في الحروب التي شنت بين دوله كالحرب العراقية الإيرانية التي استمرت قرابة الثمانية أعوام استنزفت طاقات البلدين الاقتصادية بالإضافة إلى ما خلفته من خسائر بشرية هائلة .
وكان للنفط الدور الهام في حرب الخليج الثانية التي أدت إلى الغزو الأمريكي للعراق الذي استمر ما يقارب العشر سنوات ،وخلف دماراً في بنيته وانقساماً داخلياً على خلفية مذهبية بغيضة. كما لعب النفط دورا كبيرا في حرب تشرين التحريرية .
لقد كان الشغل الشاغل للولايات المتحدة الأمريكية ودول الغرب والشركات النفطية التي تدور في فلكها ،السيطرة على نفط الخليج لتأمين القوة لإخضاع الدول والتمكن من السيادة على العالم .ولتحقيق أهدافها عملت على إطالة أمد الحرب بين إيران والعراق لإنهاك الطرفين وإضعافهما عسكرياً واقتصادياً. وتنبع أهمية النفط وتزداد كل يوم لأنه من أهم العناصر الضرورية للحفاظ على ما وصلت إليه البشرية من تقدم في مختلف المجالات، ولكونه سلاحاً فعالاً لحسم أية معركة محلية أوعالمية.
يقال إن عصرنا الحالي الذي نعيش فيه هو عصر النفط،وأنه يشكل الثورة السابعة، بعد أن مرت البشرية بست ثورات للطاقة وهي:اكتشاف النار،واختراع الزراعة والاستفادة منها كغذاء، وصهر المعادن ،واختراع البارود، وطاقة البخار،ويظل النفط أهم هذه الثورات لأنه المصدر الأساسي للطاقة ومحور كل الانتاج الصناعي والزراعي في العالم. وهو أيضاً مصدر لإستخراج آلاف السلع الصناعية المختلفة في العالم، ولم تستحوذ أية مادة على أهمية النفط التجارية والاقتصادية ، ولهذا وغيره تحول النفط إلى سلعة استراتيجية تتحكم في مصير العالم واقتصاده.
تحول العالم من الاعتماد على الفحم إلى الاعتماد على النفط بعد الحرب العالمية الثانية ، وأخذت الشركات العالمية تتسابق على مناطق وجوده واستغلاله. غير أن توزيعه الجغرافي غير متساوٍ على المستوى العالمي ، فهناك دول نفطية غنية تقابلها دول فقيرة ، وتقول المراجع والدراسات إلى أن حاجة العالم إلى الطاقة سوف تزداد كلما إزداد عدد السكان،وكلما ارتفع النمو الاقتصادي العالمي ، وتحسن المستوى المعيشي للأفراد . وأجمعت الدراسات على أن النفط سوف يبقى المصدر الأول للطاقة، وأن حجم الطلب سيزداد عليه في المستقبل، رغم أن بعض الدول الصناعية تسير نحو التقليل من الاعتماد على النفط لمصلحة مصادر الطاقة البديلة.
ومن مصادر الطاقة الأخرى الغاز الطبيعي الذي يشكل أحد المصادر الأساسية للطاقة. ويعتبر الغاز من أهم مصادر الطاقة النظيفة، وهذا ما جعل العالم مهتما بتطوير إنتاجه وزيادة نسبة استخراجه، بعدما تقدمت الطرق الفنية لخزنه، ومن الدول الرئيسية في إنتاج الغاز روسيا الاتحادية التي تعتبر صاحبة أكبر احتياطي للغاز في العالم.
وتتصدر الطاقة النووية إلى جانب الفحم قائمة المصادر البديلة للنفط لكونها المصدر المؤهل مستقبلاً لسد قسم كبير من حاجة العالم إلى الطاقة. وتعتمد الطاقة النووية على اليورانيوم كمصدر أساسي لتوليد الطاقة بواسطة مفاعلات أو محطات تُبنى لهذه الغاية .
استعملت الطاقة النووية في الحرب العالمية الثانية لإنتاج القنبلة الذرية،ثم تطورت فاستخدمت تجارياً لتوليد الكهرباء.يتجمع احتياطي اليورانيوم بشكل أساسي في الولايات المتحدة واستراليا وكندا وروسيا. وتم اكتشافه مؤخرا في الاردن .
إن مستقبل الصناعة النووية سيظل غامضاً إلى أن توجد الحلول الجذرية لعدد من الصعوبات والمشكلات التي تواجهها وتحدّ من انتشارها ومن أهمها: مشكلة التخلص من الفضلات النووية المشعة. ويشير بعض الخبراء إلى أن هذه المعضلة قد تؤدي إلى إقفال بعض المنشآت أو عدم السماح ببناء محطات جديدة. وتبرز أيضاً مشكلة المحطات النووية المتوقفة عن العمل ، ومشكلة تنظيف مواقعها من المواد المشعة. ومن الأخطار المحتملة في استخدام الطاقة النووية والتي قد تؤدي إلى كوارث اجتماعية:
-خطر الاشعاعات النووية الناتجة عن عطل فني ومثال على ذلك "مفاعل تشيرنوبل في الإتحاد السوفيتي السابق".
-خطر حدوث الانفجارات نتيجة عمل تخريبي أو زلازل أرضية أو هجوم إرهابي كتدمير الطيران الاسرائيلي للمفاعل النووي العراقي.
-وتهديد الأمن الدولي والسلام العالمي الذي يسببه خطر انتشار الأسلحة النووية وصعوبة اختيار الموقع ، ومعارضة الرأي العام , وارتفاع تكاليف بناء المحطات النووية، وزيادة أسعار الوقود النووي. بالاضافة إلى القيود المفروضة على مادة اليورانيوم من حيث الانتاج والتصدير.
ومن مصادر الطاقة الأخرى الفحم الحجري ، وهو من المصادر البديلة للنفط الذي قام بدور أساسي في توفير الطاقة العالمية، ولم يفقد أهميته إلا في أواخر الستينات عندما حلّ النفط والغاز مكانه، ويستعمل الفحم بشكل رئيسي لتوليد الكهرباء إلى جانب استعماله في القطاع الصناعي.
ويتمتع العالم بموارد من الفحم تكفي للاستعمال أكثر من مائتين وخمسين عاماً، وسوف يسد أكثر من نصف الطاقة الإضافية المطلوبة . وهناك صعوبات مرتبطة بالانتاج والاستهلاك ، عندما تكون المناجم عميقة ، والتكاليف المالية مرتفعة، بالإضافة للتلوث البيئي الناتج عن استخدامه كوقود لتوليد الكهرباء.
ومن العوامل التي تساهم سلباً في استخدام الفحم الصعوبات الاقتصادية ، وقيام عمال المناجم بالإضرابات ، وأخطار الإنفجارات .وإلى جانب الفحم يمكن إنتاج الوقود الاصطناعي عن طريق استثمار الصخور الزيتية، وسيبقى مستقبل الوقود الاصطناعي متوقفاً على اعتراضات شديدة ضد إنتاجه من قبل رواد حماية البيئة .
وهناك مصادر الطاقة الدائمة والمتجددة ، وهي المصادر التي تتمتع بطابع التجدد والديمومة ، أي أن مخزونها غير قابل للنفاذ مهما استهلك منه. ومن هذه المصادر ما تحتاج إلى مستوى تكنولوجي كالطاقة الشمسية ، والطاقة المائية" الكهرمائية " ، والطاقة الهوائية، وطاقة الرياح، وطاقة الحرارة الجوفية،والطاقة العضوية.
ويبقى النفط المصدر الأفضل على مصادر الطاقة البديلة لأسباب عديدة أهمها: سهولة نقله وخزنه وتوزيعه، ومحتواه الحراري قياساً على مصادر الطاقة الأخرى، ولأنه أقل كلفة من مصادر الطاقة الأخرى، وانخفاض نسبة التلوث. والنفط صناعة تحويلية"البنزين والديزل والكيروسين". لهذا ، سيظل النفط أفضل مصادر الطاقة ، ولا يمكن الإستغناء عنه.
لقد أثار النفط اهتمام الرأي العام العربي، فقد أصبح مصدراً للطاقة والدخل والرفاه. وللنفط وجهان ، وجه اقتصادي ووجه سياسي.
ولما كانت الشركات صاحبة الامتيازات شركات أجنبية فإنه من الطبيعي أن يكون للنفط دور وأهمية سياسية تتجلى اليوم في احتلال الولايات الأمريكية احتلالاً عسكرياً لدول الجزيرة العربية المنتجة للنفط .
لقد أصبح العرب يدركون أن ثروات بلادهم لهم وحدهم وليست للشركات الأجنبية. وأصبحوا يدركون أنهم بحاجة لتطوير علمي وفني وفكري حتى يتمكنوا من استثمار الثروات النفطية استثماراً حسناً لصالحهم وأنه نتيجة لهذا الوعي أن تتطور الاتفاقات النفطية لتعطي حقوقاً أفضل للدول المنتجة ، لتتمكن من استثمار النفط بأيدي عربية، وليضع العرب أيديهم على ثرواتهم الخاصة ويصبحوا أسياد هذه الثروات وأسياد مستقبلهم ومصيرهم. فمتى يتحقق شعار"بترول العرب للعرب" ليستفيد منه الشعب العربي بإعادة توزيع ثروته الهائلة على الجميع دون إقصاء أو تمييز؟؟

النائب
حسن عجاج عبيدات





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :