ًالاعتذار لجلالة الملك من قبل رئيس ًإسرائيل ًعن جريمة اغتيال المرحوم الشهيد رائد زعيتر يكفي من وجهة نظر سياسيه ، ليس تقديرا لبيرس او سواه من ساسة كيانه، وإنما تقديرا للملك راس الدولة وزعيم عشيرتها الأردنية الكبرى ، فالملك يمون وقبوله الاعتذار يجب الاثر السياسي لهذه الجريمة تحديدا.

نقدر عاليا غضبة الذوات الأعيان والنواب وسائر الأحزاب ومؤسسات المجتمع وجماعاته وأفراده تجسيدا لغضبة شعبنا كله من العقبة الى عقربا على وقع تلك الجريمة النكراء ، لكننا نجزم ان رضوخ العدو الباغي واعتذاره علنا وأمام الدنيا كلها خلافا لنهجه المعروف ، كاف سياسيا ، على ان ذلك لا يلغي بحال من الأحوال حقوق الشهيد وأسرته الكريمةعلى ضوء التحقيق الذي يشارك فيه نخبة من رجالنا الرسميين .
في شريعتنا نحن الأردنيين ان الاعتذار يقبل حتى لو كان من عدو ، ففيه إقرار بالذنب وإقرار كذلك بان بلدنا كبير وقادر على الرد على الجريمة بما تستحق ، وبان المجرم الجاني لابد وان ينال عقابه على ما اقترفت يداه .

صمت الملك كان ابلغ وأشد أثرا من كثير مما قيل ، وهو صمت أرغم المجرم المتغطرس على الاعتذار بعد انتظار ، ولا نعتقد ان ذلك جاء عبثا او هو كرم من لئيم !

رحم الله الشهيد زعيتر ،فقد اثبت استشهاده وحدة مشاعر شعبنا مثلما قال للدنيا بأسرها ان لأردنيين جميعا هم طليعة شعوب الأرض نخوة وكرامة ورجوله ،وانهم شعب يعتد به حقاً وانهم يستحقون الأفضل دوما ،وان من ينتخي بهم لن يندم ولن يخذل أبدا