السيولة المتاحة للإقراض في البنوك ستكون عرضة لأن تصبح شحيحة ، فالحكومة تتجه للاقتراض الداخلي و القطاع الخاص يحتاج لأن يستمر تمويله بذات الوتيرة كما أن البنوك ستحتاج الى مال لتمويل شراء مواطنين شققا في مساكن ذوي الدخل المحدود .. فما هو الحل ؟ . من بين الحلول يأتي التوريق كأداة مالية تساعد على توفير السيولة لتمويل النشاط الاقتصادي فالتوريق ، وهو تحويل القروض إلى أوراق مالية قابلة للتداول، ويصنف كأحد اكبر القطاعات المصرفية في العالم،.. اداة ما تزال غائبة بسبب عقبات تشريعية .ومع الاتجاه إلى زيادة مدة التمويل وضخامة المشروعات الاستثمارية العقارية المطلوب تمويلها يبرز التوريق كحل لزيادة القدرة على التمويل بتسييل القروض الممنوحة للمستثمرين وتدويرها الى قروض جديدة لآخرين.ما يؤدي لاستمرار الزخم في سوق العقار من جهة وبما لا يؤثر على التمويلات المطلوبة للأنشطة المختلفة ومنها اقراض الحكومة أو تمويل المشاريع الكبرى التي ينفذها القطاع الخاص .

عموما فالتوريق بتسييل الديون العقارية القائمة عن طريق ايجاد أصول مالية جديدة وتحويل الاصول المالية من المقرض الأصلي لاخرين يعد توظيفا مناسبا للأموال وقناة آمنة لضمان الأصول .

فعدا عن تقليل المخاطر ، تتيح هذه الأداة للمصارف توفير السيولة من دون اللجوء الى الاقتراض من البنك المركزي أو اللهاث خلف الودائع بأي ثمن عندما تستخدم التوريق ( التسنيد ) في تحويل القروض إلى أوراق مالية قابلة للتداول من دون كلف إضافية باستثناء تكلفة تمويل الديون والقروض المصدرة، والمصروفات الإدارية و تكاليف تحسين كفاءة الائتمان .

ايجابيات التوريق ،أنها تحرر البنوك من قيود الميزانيات وعلى الأخص معيار كفاية رأس المال ، ومخصصات الديون المشكوك فيها ، وتسمح بتدوير جزء من الأصول بتسييلها ما يرفع كفاءة الدورة المالية و دورانها بما في ذلك اعادة توظيف السيولة في توسيع الأنشطة الاقتصادية من دون الحاجة الى نقد اضافي . . كل ما سبق لا يعني أن العملية خالية من المخاطر بل على العكس هناك مخاطر الائتمان ، ومخاطر الضمان والافلاس ومخاطر السوق ، وسوء الادارة والتشغيل و تقلب أسعار الفائدة لكن مثل هذه المخاطر قابلة للسيطرة ان توفرت مؤسسات مالية قوية.واطار مؤسسي كفؤ مثل البورصة والشركات المتخصصة .

حلحلة أزمة منتظرة في السيولة يتم عبر تحريك أدوات مالية واستثمارية تمكن من ادارة مال محدود لتعم فوائده جميع الأنشطة .

qadmaniisam@yahoo.com
عن الراي .