facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ونحن نبحث عن جوده التعليم


فيصل تايه
31-12-2014 07:11 PM

قبل نهاية القرن التاسع عشر كان قد أعد عالم الاجتماع والتربوي والمربي الفرنسي (ادمون ديمولان) دراسة مقارنة بحث فيها سر تقدم الانجليز السكسونيين ، والمقصود بالانجليز السكسونيين ، هو العنصر السكاني الذي تتشكل منه الأغلبية في بريطانيا، الولايات المتحدة، كندا، أستراليا ونيوزيلندا ، ووفق تلك الدراسة بين واقع التربية والتعليم في كل من فرنسا وألمانيا وانجلترا ، وتمثل دافع قيامه بالدراسة في ما لاحظ من تخلف فرنسي يقابله تقدم انجليزي، وهدف إلى حث مجتمعه الفرنسي على تغيير طريقته في التربية.

ومن خلال دراسته تلك استنتج أن الفرنسيين يتعلمون من أجل الحصول على الوظيفة ، في حين أن الوظائف محدودة والمتعلمون كثر ، ووصل إلى قناعة تامة خلاصتها أن التوسع في التعليم هو أمر مرغوب وواجب لترقية الأمة إلا أنه يتحول إلى كارثة عندما يكون هدف التعليم هو الإعداد للوظيفة أو المهنة ، إذ أن الأعداد المطلوبة للوظائف قليلة بالنسبة لأعداد المتعلمين مما يؤدي إلى صعوبة الامتحانات المؤدية للتوظيف لتصفية الأعداد المتقدمة .

كما ويصبح هدف التعليم والمدرسة الإعداد للامتحانات من اجل تجاوز مرحلة وصولا إلى تعليم أجل الوظيفة مما يؤدي إلى سطحية التعليم واعتماده على الحفظ بغرض التذكر في الامتحان ثم النسيان ، وحتى في مجالات الدراسة النظرية نجد المتعلمين بنظام التعلم من أجل الامتحان فقراء في مواهب البحث والتحليل أي أنهم حتى في الناحية النظرية غير صالحين.

وتوصل (ادمون ديمولان) إلى قناعة أن السر في تقدم الانجليز هو صلاح تربيتهم وحسن نشأتهم ، مؤكداً أن سبب ضعف فرنسا هو فساد التربية فيها ، وأوصى لتجاوز ذلك ضرورة إصلاح التعليم ومنهجه وتهيئة المدارس لضمان مخرجات صالحة وقادرة على العمل الصحيح ، بحيث يعتمد فيها المجتمع على نفسه طلباً للسعادة من كد كل أفراد المجتمع واجتهادهم، من خلال إعداد خطة علمية تشجع مبدأ التنافس في الإبداع والإنتاج في جميع مجالات الحياة، لإنعاش الحياة التي يسودها الخمول والركود والروتين لدى الفرد والمجتمع ، حيث اعتمدت هذه الدراسة كإطار مرجعي، وأسهمت في ارتقاء فرنسا (الدولة والمجتمع) إلى مصاف الدول العظمى.

وبمراجعة إلى واقعنا التعليمي نجده بعض الأحايين يعاني من اختلالات واضحة كما كان يعانيه التعليم في المجتمع الفرنسي قبل أكثر من قرن ، مقارنة مع الأوضاع التعليمية في المجتمعات المتطورة وأصبحت نظرة المتعلم في تعلمه تقتصر فقط على الحصول على الوظيفة .
ان ما يرصده المتابع لواقعنا التربوي يجد ان هناك قصوراً واضحا في إعداد وتوجيه مخرجات التعليم بما يخدم سوق العمل وتفشي البطالة بين الخريجين بصورة مخلة بتوازن المجتمع وكذلك خللاً واضحاً في بناء قدرات المعلمين خاصة المستجدين منهم وشعور متصاعد باللامسئولية، وتهاون وفتور في تأدية الواجب إضافة إلى غياب التحفيز المادي والمعنوي ، كذلك محدودية فرص الالتحاق بالتعليم المهني التطبيقي الذي يحتاج الى بيئة تعليمية حاضنة ومحفزة له .

وقبل أن انهي اسمحوا لي دعوكم لقراءة دراسة (ادمون ديمولان) وتصفح نتائجها ، ذلك ما دفعني لاستحضار نماذج من تجارب عالمية في سبيل استنهاض الضمير الوطني الجمعي لتجنيد كل طاقات المجتمع ومقدراته بهدف إعادة النظر في العملية التعليمية برمتها، من خلال وضع خطة إستراتيجية علمية تستجيب للواقع ومتطلباته وتواكب المستقبل وتلبي احتياجاته وتحقق قدر عال من طموحاته ، وتواكب المتغيرات المتسارعة والمستجدة في السوق الوطنية والإقليمية والدولية ، والاستفادة القصوى من ثورة تكنولوجيا المعلومات والتجارب الدولية الناجحة في إعداد وتنفيذ برامج مكثفة في التعليم الفني والتدريب المهني وتشجيع التنافس الإبداعي للجميع بمنح ومكافآت تشجيعية رمزية ، لضمان نجاح الحملة على أساس طوعي وصولاً إلى جودة التعليم المرجوة .
والله من وراء القصد





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :