facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الاتجاه الآخر .. دعم الأردن واجب قومي ..


محمد حسن التل
27-01-2015 03:58 PM

واقع الحال الراهن للمنطقة العربية يُعاني العديد من التحديات والأخطار، الناجمة عن عدم التوصل إلى حلّ عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية، ناهيك عن موضوع الحرب على الإرهاب والتطرف؛ دفاعا عن الإسلام وهوية الأمة إلى جانب تفاقم الأزمة السورية، واستمرار التحديات التي تواجهها بعض الدول الشقيقة، بعد التحولات التي مرّت بها لترسيخ أمنها واستقرارها.
الأردن مُشتبك بالكامل مع هذا الواقع بملفاته جميعها، وصاحب رؤية تجاهها، ويقدّم الحلول لمواجهة هذه الأخطار والتحديات، وفي مقدمتها التطرف والإرهاب والدفاع عن رسالة الإسلام وقيمه النبيلة، فهو ثابت على الالتزام بمبدأ الوسطية والاعتدال، والتصدّي بكل حزم لجميع أشكال الفرز الديني والعرقي والمذهبي، ولمظاهر التطرف والإرهاب وأسبابها، ولذلك فإن الملك
عبد الله الثاني هو أول من حذّر من خطورة الدعوات الطائفية، وأثرها على مستقبل المنطقة واستقرارها.. وكان، المبادر للتحذير من الخطر الدّاهم الذي يتهدّد عروبة المنطقة وهويتها، لصالح الدعوات المزيفة والشعارات المضلّلة، التي تستهدف محو هوية الأمة.
والأردن أول من حذّر من خطورة الدعوات المتطرفة، وكل أشكال الفرز الديني والعرقي والمذهبي، ومظاهر التطرف والإرهاب وأسبابها.. ونبّه إلى محاولات البعض ومساعيهم لخطف الإسلام والاعتداء على صورته الصحيحة... نُدرك في الأردن أنّ التطرف عموما موجود في كل المجتمعات، وليس الإسلامية منها وحسب، ويتسبّب في العادة في إلحاق الأذى بتلك المجتمعات بإثارة مشاعر الكراهية والبغضاء.
يجهد الملك عبدالله الثاني في حمل رسالة الإسلام إلى العالم، عقيدةً ومفهوما وقيما أخلاقية وإنسانية؛ للدفاع عن الأمة ونبذ التطرف، وإعادة التأكيد على دور المسلمين أنفسهم في الدفاع عن الإسلام وقضاياه، ونقل الصورة الحقيقية عنه، ووقف التجني عليه وردّ الهجمات عنه، وكانت رسالة عمان كسابقة هي الأولى في تقديم قيم الإسلام النقيّة، وكان الملك في طليعة من تنبّه إلى ضرورة المعالجة الفكرية التربوية لقضية الإرهاب والتطرف، لسدّ الطريق أمام محاولات التزييف التي يُمارسها الذين يتسترون برداء الدين الإسلامي، ويسعون لتشويه صورة الإسلام ونشر الخراب والدّمار في أنحاء العالم.
إنّ الأردن حين يجنح نحو إبراز حقيقة ديننا الإسلامي العظيم، الذي قدّم للبشرية أنصع صور العدل والاعتدال، والتسامح وقبول الآخر، ورفض الانغلاق والتعصّب، فهو ينطلق ابتداء على أنه دولة ذات صلة برسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، التي كانت منارة علم رفدت العالم بخيرة الخيرة من علماء ومفكرين، كانوا روادا في مسيرة نهضة المجتمع الإنساني... كما أن ثمة خطوات إيجابية وفي غاية الأهمية قد أُنجزت، وقُطعت على مدى السنوات الماضية على طريق الوصول، لغاية تكريس عوامل التفاهم والوئام العالمي، ويوفر أسبوع الوئام العالمي بين الأديان، الذي جاء بعد تبنّي مبادرة جلالة الملك بالإجماع من قبل الأمم المتحدة في شهر تشرين الأول 2010، منصّة سنوية لنشر الوعي والتفاهم بين مجموعات حوار الأديان والنوايا الحسنة، كما ترتكز فكرة أسبوع الوئام بين الأديان على العمل الرائد لمبادرة كلمة سواء، التي انطلقت في الأردن في عام 2007، ودعت كلا من العلماء المسلمين والمسيحيين للحوار بناء على وصيتين أساسيتين مشتركتين، هما حب الله وحب الجار، من دون المساس بأي من المعتقدات الدينية الخاصة بهم، حيث تعدّ هاتان الوصيتان في صميم الأديان السماوية، لتوفر بذلك أصلب أرضية دينية عقائدية ممكنة.
بهذه المواقف يُقدم الأردن واحدة من أهم الإسهامات في الدفاع عن الجوهر النقي للإسلام، والخالي من أدران التطرف والإرهاب، والمبني على روح التعايش والوئام، ولذلك فعله المؤثر في إزالة ما علق بصورة ديننا، دين السلام، من تشوّهات بفعل الممارسات الدموية لعناصر الغلو والحقد، وهي تعتدي بأفعالها على الإسلام والمسلمين، قبل غيره من الأجناس وأهل العقائد الأخرى.
لا شكّ أنّ الواقع العربي اليوم في حالة ضعف شديدة، تُلحق ضررا بالأمن القومي العربي، الذي يمثّل كلا لا يتجزأ، فضلا عن التحديات الأخرى التي تجعل العرب أمام مفترق طرق واختبار صعب، فالحالة العربية اليوم في حالة فوضى وضعف وترهّل؛ نتيجة ما سُمي بالربيع العربي أو ما يمكن تسميته «التدمير الذاتي للدولة وانهيارها»، بما يُعزز من فرص دخول المنطقة في أتونات وحروب طائفية ومذهبية طويلة الامد، تُفضي إلى تقسيم البلد الواحد إلى كنتونات مذهبية وطائفية، وصوملة الوطن العربي، واستباحة الأمن القومي العربي.
إنّ رسالة الأردن واضحة ومباشرة، وهي أنّ من مصلحة العرب الاتفاق على أجندة واضحة الأهداف والمعاني، وقراءة واقعهم على نحو سليم، والاستفادة من تجارب الماضي؛ لتجنّب تكرار الأخطاء والارتفاع فوق خلافاتهم خدمة لما لا يختلفون عليه.
تُؤكّد المملكة دائما على ضرورة إنجاح الحل السياسي، بأيّ نزاع في الوطن العربي مهما كان نوعه، باعتباره الحلّ الوحيد الذي يُنهي العنف وسيل الدماء ويفضي إلى انفراج.... في سوريا مثلا منذ بداية تحرّك الشعب السوري، والأردن يُطالب بتقديم الحل السياسي على كل الحلول؛ للخروج بسوريا من الأزمة التي تكاد تأتي عليها كشعب. وتُشدّد على أهمية عدم السماح لهذا النزاع بالاستمرار، وعلى الدول العربية جميعا، ودول الجوار المعنية والمجتمع الدولي، العمل بشكل جدي من أجل إنهاء كافة جوانب الصراع، ومعالجة مأساة اللاجئين السوريين. وكذلك في ليبيا واليمن وكلّ النقاط المشتعلة على الأرض العربية.
الأردن يقدّم كل إمكانياته للدول العربية، على كل المستويات، ولا يتردّد لحظة في التحرك نحو مساعدة أي دولة شقيقة، فهو مطلوب منه اليوم عربياً أن تظلّ عينه مفتوحة على معظم الحدود العربية، وهذه المهمة ليست بالسهلة، فهي تكلفه أعباء إضافية وضغطاً كبيراً على ميزانيته، في ضوء ضيق الحال أصلاً، فالمطلوب اليوم في الاتجاه الآخر، مشاركة العرب مشاركة فعّالة في حل المشاكل الاقتصادية، التي يُعاني منها اقتصاد الأردن، الذي يقدم كل إمكانياته دون أن يُشعر أحداً بجميلة أو منّة، وموضوع اللاجئين السوريين أوضح دليل على ذلك، حيث يتحمّل عبء ضيافتهم وحمايتهم والعالم يتفرج، ويكتفي بالتصريحات والإشادة التي لم تَعد تُفيد بشيء، فنسبة 27% من قيمة المبالغ الطائلة التي يدفعها الأردن على اللاجئين السوريين، تُعتبر نسبة قليلة لا تكاد تُذكر بين الأرقام التي تتكبدها المملكة إزاء هذا الملف. إذاً فإننا لا نُبالغ عندما نقول أن دعم الأردن في هذه الظروف العربية الصعبة، هو واجب قومي؛ لما يقوم به من عمل ودور يفوق إمكانياته في سبيل أمّته.
إذا كان الأردن يملك إمكانيات كبيرة للعب دور بارز في المنطقة، فهذا مدعاة أن يكون دعمه كبيراً وحقيقيا، ليتمكّن من تأدية هذا الدور، وليكون هذا الدور رافعة كبيرة لحلحلة الملفات والقضايا، التي تزخر بها منطقتنا. ولا يجوز تركه وحيداً يواجه أزماته الاقتصادية، التي تزداد يوماً بعد يوم في ضوء مضاعفة عدد سكانه، نتيجة الحرائق المُشتعلة حوله.
رغم كلّ الصعوبات دائما، والعقبات في أحيان كثيرة، سيبقى الأردن يقوم بدوره نحو أشقائه، وسيظلّ نقطة الالتقاء عندما يقرر العرب حلّ خلافاتهم، وإنهاء صراعاتهم على كل المستويات، بالطرق السياسية والحوار النافع؛ لأنه يمثّل صوت عقل وحكمة في منطقة نكاد نَصِفها بالجنون؛ لما يجري فيها من أحداث تتناقض مع بعضها وتتنافى مع العقل والمنطق.

"الدستور"





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :