facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ونحن على أبواب الثانوية العامة


فيصل تايه
29-12-2015 01:33 PM

غداً يبدأ امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة في دورته الشتوية ، وفي ذلك لا بد لنا ومن خلال بحثنا عن جوده التعليم ومخرجاته أن نستوعب الحقائق العلمية والتربوية التي تعكس فهمنا العميق وإدراكنا المتواصل التي تفرضها الضرورات الملحة والحاجات التربوية الحديثة المتعلقة بتطوير المنظومة الامتحانية التقليدية برمتها وخاصة المتعلقة منها بالثانوية العامة ، فالامتحانات والتي هي أداة من أدوات التقويم الجزئي ، ليست هدفاً غائياً في حد ذاته ، باعتبار أن عملية التقويم ما هي إلا سلسلة متواصلة من حلقات المناشط التعليمية التربوية لإكساب المعلومات والمعارف والمهارات الإبداعية ، والاتجاهات السلوكية والعلمية المتكاملة لإدراك حقائق وأهداف محددة ، ونماء قدرات مؤهلة ومبدعة قادرة على العطاء والإبداع .

لكننا بدأنا ندرك وفي ظل آلية الامتحانات النمطية المكرورة خاصة على مستوى امتحانات الثانوية العامة أن امتحاناتنا مازالت تتسم في بعض جوانبها بالجمود ، وتسير على نمط الكلاسيكية القديمة ، والتي تقودنا في مجملها إلى بعض العثرات الواضحة التي تواجه عملية التقويم النمطية التي اعتدنا عليها ومن أهمها الأسئلة المفتوحة ذات الإجابات المتشعبة ، وأسئلة المقال ، أو المركبة أو التعليلية أو الاستنباطية او غيرها من الأسئلة القياسية النظرية ، وعدم تناول أسئلة الذكاء والإبداع والتميز والتركيز عليها بشكل هادف من خلال جدول مواصفات مرن وفاعل .


إنني وبحكم خبرتي المتواضعة بالقياس والتقويم التربوي أعي تماماً أن الاختبارات المقننة أصبحت اليوم غير مجدية علمياً ولا تربوياً ولا تؤدي الغرض ، فهي لا تواكب مسار العصر التكنولوجي الحديث ومتطلباته في مختلف مناحي الحياة ومجالاتها ما يتطلب تنوع أوجه وسائل التقويم تمشياً مع روح العصر العلمي وثورة الاتصالات والمعلومات المتجددة والمتغيرة وتجديد وتحديث آلية التقويم وذلك بوضع معايير حديثة ومتجددة دائماً تتضمن جوانب الإبداع العلمي والثقافي والمهاري والابتكاري ، ولو عدنا إلى تاريخ بعض الفلاسفة من مبدعين وعباقرة فقد كانوا من وجهة نظر بعض معلميهم مصابين بالتخلف العقلي او النفسي وإذا بهم يبدعون في مجالات أخرى، ليحققون أهدافهم وتطلعاتهم وطموحاتهم التي كانوا يصبون إليها ، بل ووصلوا إلى درجة الإبداع المتميز، وأصبحوا من العلماء الذين يشار إليهم بالبنان .

من هنا لا بد لنا أن ندرك أن هناك فرقاً كبيراً بين النبوغ العلمي الذي يكون مستقره الوعاء الذهني العقلي المتقد بالتفوق والتميز ، وبين آلية التقويم النمطي العقيم الذي يعتمد على أسس للرسوب أو النجاح في منح العلامات فقط ، بل يجب ان لا يغيب عن أذهاننا أن هناك عوامل عديدة ومتنوعة تؤثر سلباً أم إيجاباً على الطلبة فمنها السيكولوجي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها ، ومن هنا تأتي أهمية التقويم الشامل بدءً برياض الأطفال والمرحلة التعليمية الأولى وصولاً إلى المرحلة الثانوية .

إن المختصين بالقياس والتقويم يعتبرون ان الامتحانات التقليدية هي جزء من كل ، وهي وسيلة في حد ذاتها وليست غاية ، وفي ذلك أقول إننا لا نقلل من شأن أو أهمية الامتحانات النظرية بل مسعانا يهدف إلى إيجاد آلية حديثة للتقويم والقياس مواكبة لروح العصر الحديث ، كما وعلينا أن ندرك بعمق أن مرحلة التعليم الأساسي خاصة في الصفوف الثلاث الأولى هي أهم واخطر مرحلة في حياة أبنائنا الطلبة ، ما يتطلب إعداداَ جيداً للمعلمين وتخصيصهم لهذه المرحلة وتأهيلهم تأهيلاً علمياً ومهنياً ، وهذا ما بدأت به بالفعل وزارة التربية والتعليم ، إضافة إلى تحديث المناهج باستمرار لتكون مواكبة لروح العصر، وتدعيمها بالوسائل التعليمية الحديثة، والأدوات والمستلزمات المصاحبة للعملية التعليمية التربوية من أنشطة لاصفية ومسابقات وغيرها وبذلك نكون فعلاً قد بدأنا بالخطوة السليمة والصحيحة نحو الارتقاء بالتعليم والتعلم.

إن طلبتنا اليوم كم هم بحاجة إلى الاهتمام بالجوانب السيكولوجية والوجدانية خاصة في الظروف التعليمية الحالية , واعتقد ان المسؤولية في ذلك تقع على الجميع خاصة الآباء والأمهات والتربويين ما يتطلب غرس الثقة والتفاؤل في نفوس أبنائنا ألطلبه ، وتغير نمطية معاملتهم والتحول إلى تضمين الرفق واللين في السلوك اليومي معهم والتخفيف من تلك الانفعالات الحادة ، والتوترات المشوبة بالرهبة والخوف التي أصبحت صفة ملازمة لشخصياتهم وفي ذلك دعوني أوجه رسالة إلى كل الزملاء التربويين القائمين على عملتي القياس والتقويم بتضمين مناهجنا الدراسية أنماط متعدد من وسائل التقويم وتعويد ألطلبه عليها والابتعاد عن توجيه التعليم داخل الغرف الصفية نحو الإجابات على الأسئلة المتكررة للمادة وتدريبهم على نمطية معينة إضافة ضرورة التركيز عن التعمق في دراسة المادة بمحتواها الكلي من المنهاج والابتعاد عن مناهج الظل الخفية التي تنتهجها المراكز الثقافية كبديل قوي عند طلاب الثانوية العامة وهذا يتطلب إشراف ومتابعة أكثر من إدارة التأهيل والتدريب والإشراف التربوي حتى نضمن إحداث تغيير نوعي في سلوك الطلبة ومعارفهم واتجاهاتهم ومهاراتهم ، وتحسين نوعية مخرجات العملية التعليمية بكل جوانبها المتباينة .

وأخيرا دعوني اقول ان امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة لا يعكس مستوى أداء الطالب وقدراته فحسب ، بل هو مرآة لقدرات وزارة التربية والتعليم والمدارس والمعلمين وتقييم لقرارات المسؤولين عن العملية التعليمية ابتداء من أعلى سلطة تربوية وانتهاء بالمعلم في صفه ، حيث ان الحديث عن تقييم التعليم هو حديث الجودة وعن اقتصاد المستقبل ، وهذا ما يجعل مسألة التعليم اليوم مصيرية ، ولذلك فنحن اليوم بحاجة إلى تقييم شامل لمدارسنا ، وتقييم شامل لمناهجنا ، وتقييم شامل لأدائنا كمعلمين وتربويين ، بالاستناد الى قرارات وتوصيات مؤتمر التطوير التربوي الذي اعتبر التقييم بداية لإعادة صياغة أهداف التعليم بصورة حضارية حديثة ومتطورة .

اسال الله عز وجل أن ياخذ بأيدي ابنائنا وبناتنا الطلبه الى اسباب النجاح وان لا يضيع لهم تعب انه نعم المولى ونعم المجيب

والله من وراء القصد
مع تحياتي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :