facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




سحب شهادة دكتوراة


د.رحيل الغرايبة
20-01-2016 02:19 AM

نشرت وسائل الإعلام خبراً مثيراً حول إقدام الجامعة الأردنية على سحب شهادة دكتوراة من أحد أعضاء هيئة التدريس لديها، والخبر يقول أن الجامعة نفسها هي التي منحت الشهادة له عام (2006)، ويأتي السحب نتيجة شكوى تبين أن الرسالة كانت مستلة من أطروحة دكتوراة سابقة قدمت في جامعة عربية أخرى.

الخبر له وجهان، أحدهما يبعث على السرور والآخر يبعث على الحزن في الوقت نفسه، فما يبعث على السرور في الحقيقة مقدار الشجاعة التي تمتعت بها الجهات المسؤولة في الجامعة ممثلة برئيسها ومجلس العمداء والمجالس التأديبية، في اتخاذ مثل هذا القرار الذي يحتاج إلى جرأة وشجاعة أدبية عظيمة في مجتمعاتنا العربية، حيث لم يتم اعتبار الجوانب العاطفية المتمثلة في النواحي الشخصية، وما سوف يقال حول هذه المسألة من جوانب عديدة، في ظل الميل أحياناً إلى مسار «الطبطبة»، ولفلفة الموضوع خوفاً من الزوابع الإعلامية، وفي ظل توقع الضغوط من جهة الوساطات والمحسوبيات وتدخل أصحاب النفوذ، ولذلك تجب الإشادة بهذا القرار، وتجب الإشادة بالجرأة والشجاعة التي تحلّى بها متخذو هذا القرار.

وفي المسار نفسه أيضاً فإن القرار يفتح المجال أمام حملة فحص وبيان لكثير من الشهادات التي ربما حوت مقادير متفاوتة من السرقات العلمية، وأصبح الذين أقدموا على مثل هذا الفعل في محل خوف ورعب دائم، لأن مرور الوقت على هذه الخيانات لا يجعلها بمنأى عن النبش واتخاذ القرار المناسب في أي وقت في المستقبل، ولا تنتهي بالتقادم. الوجه المحزن في هذه القصة يتمثل بالنظر إلى مقدار الجرأة التي يمتلكها صاحب السرقة العلمية وكيف طوّعت له نفسه ارتكاب هذه الجريمة البشعة بحق نفسه وبحق الجامعة، وبحق العلم والمعرفة وبحق الأجيال إلى أبد الآبدين، ويأتي الحزن أيضاً من تساهل بعض المشرفين على الرسائل، وتساهل بعض أعضاء لجان المناقشة في البحث والتقصي، من أجل التأكد من سلامة المنهج وسلامة المعلومات التي احتوتها الرسالة، وخلوها من السرقات العلمية، لأن الإشراف على الرسائل مسؤولية كبيرة، ومهمة المناقشة مسؤولية كبيرة أيضاً لأنها سوف تؤدي إلى إصدار حكم يتعلق بالحياة العلمية، ويتعلق بالأجيال والأوطان والحياة كلها. يجب على الجامعات ووزارة التعليم العالي ومؤسسات البحث العلمي أن تنظر إلى هذه المسألة بكل جدية وصرامة، ويجب أن يتم إعادة النظر بمنظومة الإجراءات المتبعة بهذا الشأن، بحيث يتم التمكن من إجراء المناقشات بمنتهى العلمية والموضوعية، بعيداً عن الاختلالات التي يتحدث عنها الكثيرون.

(الأمانة العلمية) ينبغي أن تكون خُلقاً ومنهجاً يتم تدريسه للطلاب في كل المراحل، في ظل تفشي ظاهرة الغش وفي ظل التساهل الذي ظهر لدى كثير ممن تحمل المسؤولية في هذه الجوانب، فقد لاحظت تساهلاً واضحاً لدى الطلاب في السطو على الأبحاث المنشورة عبر شبكة المعلومات، ولا يقفون على حجم الجرم وبشاعة الجريمة فيما يفعلون. قرار الجامعة الأردنية شكل صرخة مدوية، في عالم الدراسات العليا، الذي توسعت فيه جامعاتنا بشكل مقلق، وأصبح مجالاً للاستثمار من أجل سد العجز لديها، وجعله طريقاً لجلب المال في ضوء الضائقة المالية التي تمر بها بعض الجامعات، مما يقتضي التنبيه إلى ضرورة فصل الدراسات العليا والبحث عن المجالات المادية، ويجب سد هذا الباب على الفور، لأنه باب عظيم للشرور التي لا نهاية لها، ويجب أن يقتصر التعليم العالي على الأذكياء والأوائل وأصحاب المعدلات العالية، الذين يمتلكون القدرة على خوض غمار البحث العلمي، وهناك كلام كثير ينبغي أن يقال في هذا الباب. -

عن الدستور





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :