facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف يميز الاهل بين التدين والتطرف


د. اسامة تليلان
08-06-2016 11:22 AM

قبل فترة وجيزة وعلى اثر بعض العمليات الارهابية التي وقعت في اوروبا وذهب ضحيتها العشرات، احد الطلبة هناك تحدث امام ذويه بانه لا بدا من الانتقام، وانه لا فرق بين الطلبة العرب في جامعته وهؤلاء الارهابيين الذي ينفذون العمليات الارهابية، وبعدها بيوم فقد الوالد سلاحه، وحاول التواصل مع ابنه الا انه فشل، فما كان منه الا ان أبلغ السلطات المعنية عما حدث مع ابنه وعن تلك التصريحات التي صدرت عنه، وكذلك عن فقدانه للمسدس، وقال انه يخشى ان يقوم ابنه بعمل متهور.

الجهات المختصة هناك عممت على الطالب وكذلك الجامعة اتخذت كل الاجراءات التي تحفظ بها حياة الطلبة، وعندما علم الولد بما حدث، وانه لم يعد بإمكانه تنفيذ ما كان ينوي القيام به بعد افتضاح امره، ولم يجد مخرجاً من كل ذلك، فقد تم العثور عليه منتحرا بعد ايام.

هذه القصة الحقيقية تبين بوضوح مدى تحلي الاهل بالمسؤولية المجتمعية التي تسمو فوق العواطف الانسانية، اذ لو لم يبادر الاهل الى الابلاغ عن ابنهم لحدثت عملية مروعة وذهب ضحيتها العديد من الابرياء، الاهل شعروا ان ابنهم قد يتطرف في سلوكه ويرتكب جناية كبرى، فتجاوزا كل الاعتبارات مقابل تحليهم بهذه المسؤولية.
وفي بلادنا كما اشار احد المتابعين فان أسماء الإرهابيين الذين يعلن عنهم بعد كل عملية إرهابية ليست أسماءً غريبة بل هي أسماء لأفراد كانوا يعيشون بيننا وقد يكون بعضهم أصدقاء لأبنائنا أو ممن يلتقون بهم في المسجد أو السوق أو المدرسة أو غيرها من الأماكن العامة.

كيف يحدث ذلك في غمضة عين وهم بيننا يعيشون معنا في منازلنا كيف يمكن أن تغفل الأسرة عن الابن إلى أن تفاجأ إما بخبر موته في مواقع نزاع مجاورة أو باتصال منه يخبرهم أنه سافر إلى تلك المواقع ؟ او ان يتحول الى قاتل اعمى في محيطه، وكيف لا تلاحظ المؤسسات التعليمية التغيرات التي تطرأ عليهم، وكيف لا يميزهم المجتمع والمؤسسات المعنية حيث يكونون؟

بالقطع لا يمكن أن تتغير الشخصيات فجأة ولا يمكن أن يتحول الفكر من فكر صالح يسعى للخير لفكر فاسد ضال يعمد للتكفير والقتل والإرهاب فجأة وبدون مقدمات أو مؤشرات.

اذا ذلك لا يحدث فجأة وانما ضمن عملية تحول لها مراحل متعددة تمر بها شخصية الانسان ويطرأ عليها العديد من التغيرات الاساسية سواء على مستوى المظهر او السلوك او الفكر، اذا اين تكمن المشكلة في عدم ملاحظتنا لكل هذه التغيرات التي تطرأ على افراد يعيشون معنا ؟

ان الاجابة القاطعة على ذلك تكمن في احد اهم جوانبها بشكل جوهري واساسي بضعف وعي المجتمع والاسرة والمؤسسات المختلفة وفي مقدمتها المؤسسات التعليمية، لا بل ايضا في ضعف وعي الشخص الذي يتحول الى الفكر المتطرف ، لذلك يفاجأ ذوو الانتحاريين أو المطلوبين أمنيا بارتكاب أبنائهم لعمليات إرهابية.
وفي الجانب الاخر تكمن المشكلة لدينا بعدم تحلي الاهل بالمسؤولية المجتمعية، ان اكتشفوا ابنائهم انهم في طريق التطرف، وربما في كثير من الحالات يكون الاهل مصدرا بدون علم بدفع ابنائهم نحو السلوك والفكر المتطرف.
وفي ظني ان هذه العملية تصبح اكثر صعوبة في التعرف عليها والتعامل معها عندما تتعلق بالتطرف المرتبط بالفكر الديني لدى الافراد، فالأهل المحطة الاهم في رصد التغير في سلوك الابناء لا تستطيع في الغالب وفي بدايات الانحراف الفكري لدى احد افراد عائلتها التمييز بين ان يكون هذا الفرد متدينا او متطرفا، لأنها لا تعرف التفريق بينهما فالخط الفاصل بينهما لديها ملتبس.
لا بل ان غالبية العائلات تشعر بالسعادة كلما لاحظت علامات التدين في تزايد لدى احد ابنائها، لأنها تعتقد بان ابنها بات اقرب الى المسار السليم، وانه بذلك يتقرب الى ربه ويقترب ان يصبح فردا ايجابيا وصالحا في المجتمع، والحقيقة ليست كذلك في كل الحالات.
ما ذكرته ليس اسقاطا على حادثة بعينها، وانما اردت الاشارة الى واحد من اهم مكامن الخلل في تصدينا للفكر المتطرف، وفي اخر لقاء على قناة رؤيا ذكرت كل ذلك واكثر، وقامت القناة مشكورة بإعادة توجيه اغلب ما ذكرته في حلقة ثانية مع ضيوف جدد.
بالمقابل لم تجد أي من الحلقتين أي اهتمام من أي جهة مختصة بأهمية ما طرح فيها، ولم نجد نحن القائمين على اعداد هذه الدراسة أي جهة ترعاها رغم انها تشكل حجر الزاوية في أي جهد يبتغي التعامل مع ظاهرة التطرف بطريقة منهجية وجادة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :