أشعر بالفرح أن مقال الصديق د صبري ربيحات ( على طريق السلط ) جاء موعظة وتقريعا لطيفا مبطنا لبعض ابناء السلط من ابن الاردن والطفيلة د . ربيحات ولم يأت منا نحن ابناء المدينة, وبذا يسجل د . ربيحات هدفا في مرمانا نتعلم منه الكثير .

وأشعر بالغضب وانا أتأمل اشجار النخيل الخضراء الباسقة وقد انحنت سوداء تتساقط دموعها حمراء تحت وطأة لهيب النار والجهل وضعف الانتماء .

أي عقل باطن فينا يطفو ويشتعل فجأة حينما نشعر أن مصالحنا الشخصية تراجعت أمام مصلحة المجموع والوطن؟ وأي أنانية تتقدم الصفوف وتلقي بمصلحة البلاد والعباد في سلة الجاهلية الجديدة ثم نخطب في الناس وطنية وانتماء لا يتجاوزان اللسان ؟؟ ثم نتزاحم على ابواب المساجد؟

على طريق السلط حرقنا النخيل والارصفة والورود والانتماء ثم وقف معظمنا يتأملون بشاعة المنظر وفداحة الخسارة المعنوية التي لن يعوضها نخل جديد يزرع , ولو يسمعني رئيس بلدية السلط فليضع بقايا النخيل المحترق على منصة عند مدخل المدينة لسنوات حتى تبقى الصورة في واجهة ذاكرتنا الضعيفة ويسأل اطفالنا الرضع عندما يكبرون : ابتاه ما سر منصة النخيل المحترق؟ فيجيب صوت : تلك عندما احترق النخيل على طريق السلط بفعل بركان الجهالة ...

واضيف معقبا على مقال د. ربيحات , ان ضعف أو تهاون أدوات تنفيذ احكام القانون في تعقب الفاعلين واحالتهم الى المدعي العام والاكتفاء ( بطبطبات ) الحكام الاداريين والجمل الانشائية وفنجان القهوة المرة مرارة الجريمة يشجع على الفوضى والاستقواء بالعشيرة على الدولة والنظام العام ويسهم مساهمة فاعلة في اضعاف الانتماء الوطني ويفسد ثقافة اطفالنا.

لماذا تتابع اجهزة الامن الجرائم الفردية من الجنايات حتى مخالفات السير وحين يتكاتف جمع على فعل جرمي تترك الامر لبعض الوجهاء والحاكم الاداري في تعبير وايحاء مبطن للمشاهدين أن قوة العشيرة فوق قوة القانون وأدواته التنفيذية !!
كيف تحاصر وتتعقب أجهزتنا الامنية الارهاب والمجرمين بكفاءة نفتخر بها ولا تتعقب المخربين المعتدين على المال العام وعلى مشاعرنا ومنجزاتنا ؟؟ اليس ذلك الفعل ارهابا جماعيا للمجتمع المحلي ؟؟

صديقي د . ربيحات اذا لم تكن سيادة القانون فوق الجميع فلا مستقبل للدولة المدنية
واخيرا اهمس اليك بأن الجريمة مرة والقهوة مرة وهكذا تعالج المرارة بالمرارة في بلادنا أفلا تشعر بالمرارة مما ترى؟