خرج علينا الرئيس أوباما مع بداية العمليات نحو الموصل بقوله: ان معركة الموصل ستكون على طريقة (الكر والفر)؟ ويعني بذلك أنها معركة طويلة ستهرب فيها داعش ثم تغير وتتحرك باستمرار حتى لا تقع فريسة الحرب التقليدية بين الجيوش!
لماذا يصرح بذلك أوباما وهو رجل غير عسكري؟! انه الرجل السياسي الذي قال مساعدوه مع بداية ظهور داعش: ان الحرب على داعش ستستمر خمس عشرة سنة؟!!

إذن نحن أمام قرار سياسي من الذين أنشأوا داعش بأن مسرحيتهم الدموية التخريبية ستستمر هذه المدة الطويلة بالرغم من أن التحالف الذي يحارب تنظيماً ناشئاً قد بلغ ستين دولة منها أربع دول عظمى! وتصريح أوباما اليوم عن الكر والفر ينسجم مع حديثهم السابق عن السنين الخمس عشرة.

إنهم هم الذين أقاموا هذه اللعبة وهم الذين يمددون حبالها بعد أن تحقق هدفها في قتل البشر وتدمير الحجر وانهاك القوة العسكرية وإتلاف البنى التحتية وتشويه صورة الإسلام وتجييش الحكام على الاسلام بدعوى محاربة الإرهاب وإغراق المنطقة بالأسلحة كي تعمل مصانعهم ويتم إنقاذ اقتصادها المتهاوي وتهيئة البلدان للشركات كي تحضر لإعادة البنية التحتية التي يدمرونها! فهم يقومون بعمل اقتصادي سياسي فكري بحراثة المنطقة عن بكرة أبيها ولصالح اسرائيل باستخدام حيوانات داعش المستأجرة والغبية لهذا السيرك العجيب.

ان كذبة داعش لا تقل عن كذبة الحادي عشر من سبتمبر والتي ذكرها كاتب فرنسي في كتابه (الكذبة الكبرى). وقد قلنا كل هذا الكلام من البداية وأن داعش ما هي الا صنيعة مخابرات دولية لأغراض سياسية واقتصادية وآيدولوجية، وان قطاعاً من المتدينين السلفيين ما هم الا حجارة شطرنج على الرقعة تحت عنوان الجهاد والاستشهاد والحور العين.

ليس بيدنا شيء اليوم سوى كشف الحقيقة لمقاومة التضليل السياسي والاعلامي العالمي . وليس بيدنا الا التنبيه على عدم تورط بلدنا في الانهيارات التي تقع في المنطقة حتى تنتهي لعبة العم سام سمه الله.