تنزل بالامة مصائب من كل حدب وصوب أخفها انحباس المطر فيواظب أئمة المساجد على الدعاء بالغيث والنصر والفرج ويخرج العلماء والاخيار والابرياء وحتى رجال السلطان لصلاة الاستسقاء فلا يستجاب لهم فقد سبق ان صمتت افواههم عن دعوة الحكام الى العمل بالمعروف وازالة المنكرات التي تملأ المجتمع ومدوا اياديهم لمصافحة اللصوص والفاسدين ووقروهم واجلسوهم في صدور المجالس, وتغاضوا عن الظلم ووهن نظام العدالة فاذا سرق الصغير أو الفقير الضعيف عاقبوه واذا سرق الكبير احترموه.

وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ((وَالّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنّ بالمَعْرُوفِ، وَلَتَنْهَوُنّ عَنِ المُنْكَرِ ، أو لَيُوشِكَنّ الله أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَاباً مِنْهُ ثُمَ تَدْعُونَهُ فَلا يَسْتَجِيبُ لَكُمْ )) .

وفي سورة ( هود ) اذ قال لقومه (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)) .

تأملوا هذه الاية الكريمة .. استغفار تتبعه توبة فمطر فقوة الى قوة ...
وفي خطاب سيدنا نوح عليه السلام الى قومه الذين صموا اذانهم عن ذكر الله قوله تعالى (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا مَّا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا).

فالاستغفار براءة من الذنوب ووقاره تعالى باتباع اوامره واجتناب نواهيه ..
وقوله تعالى في سورة يونس (وَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنَا إِلَىٰ ضُرٍّ مَسَّهُ ۚ كَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).

فليست المسألة مسألة انحباس مطر وانما ضلال غالبية البشر وشيوع الظلم وصمت العلماء فبيننا من يملك من المال الكثير ما يجعله غير عابئ بانحباس مطر او جوع فقير فيحجب الصدقة ويمنع الزكاة ولن يتذكر ربه الا حين يطرح المرض له ابنا او تمسه مصيبة في ماله او جسده فاذا كشف الله كربه عاد الى سيرته الاولى كأن لم يمسسه بالامس ضر وبلاء.

فذكر ان نفعت الذكرى.