facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تحديات التعليم للمحاسبين


رامي السمان
21-12-2016 02:33 PM

 تُعد مهنة المحاسبة من أهم المهن في المجتمعات المتطورة، حيث يتم تدريس أصول هذه المهنة و قواعدها في الجامعات و لها جمعيات مهنية دولية تعقد الامتحانات التأهيلية لعضويتها.

فالمحاسبة بمفهومها الأولّي هي علم اصطلاحي غرضه قياس الوضع المالي و نتائج العمليات للنشاط لأي نشاط اقتصادي لتزويد متخذي القرارات الداخليين و الخارجيين بالمعلومات المفيدة لاتخاذ قراراتهم . يُعد التلازم بين التعليم والممارسة المهنية أمراً في غاية الاهمية لتقدّم أي مهنة. ومن هنا فإن النظم التعليمية مطالَبة بأن تُلبّي حاجات السوق بكفاءة عالية وبفاعليـة تتجـاوب مـع حركة السوق الديناميكية، وهذا الأمر سيفرض نفسه على طبيعة البرامج والأسـاليب التعليميـة وأهليتها لتسايرالركب في تأهيل خريجيها لما هو متوقع وما هو قـائم مـن حاجات القطاعات التنموية والخدمية.

إن ثورة تقنية المعلومات التي يشهدها العالم اليوم، فرضت علـى المؤسـسات المعنيـة بالتعليم المحاسبي ضرورة تطوير برامج التعليم المحاسبي التقليدية والارتقاء بها إلى مـستوى يتعاطى مع التكنولوجيا الحديثة بكفاءة عالية من أجل تنمية مهارات الطلاب الدارسـين لهـذا الفرع من فروع المعرفة و الرفع من مستوى أداء الخـريجين. إن بيئة الأعمال آخذة في التعقد و التنوع وتدفع إلى المزيد من التحديات أمام مزاولي ومحاسبي المستقبل بسبب العولمة، والتقدم التكنولوجي الهائل، وغير ذلـك مـن العوامل الأخرى التي تفرض على النظام التعليمي المحاسبي العمل علـى تـوفير محاسـبين قادرين على مزاولة المهنة من خلال مواكبة احتياجات وتطلعات بيئة الأعمال والدور المنتظر لمهنة المحاسبة بالمجتمع، أكاد أجزم أن التعليم المحاسـبي لم يتطور بالشكل المطلوب منذ سبعينيات القرن الماضي، مما أدى إلى وجود فجوة بين ما تقوم الجامعـات بتدريـسه لطـلاب المحاسبة وبين ما يفعله المحاسبون بالفعل، و أعزو ذلك بالدرجة الأولى إلى عدم توافق المنهج الأكاديمي لمقررات المحاسبة مـع متطلبـات المهنة و آفاقها. وعليه، فإن المحاسبة و نظراً لضيق الأفق التعليمي في الجامعات صارت تولّد شهادات مهنية منبثقة عنها لتواكب المهن الأكثر طلبا للمحاسبين في الوقت الراهن، كمهنة المدير المالي على سبيل المثال، فإن جزءاً غير قليل من خريجي المحاسبة يعملون بعد التخريج في مهنة المدير المالي، و التي لم تُعطى حقها علميا في التعليم الجامعي، مما أدى إلى الضعف النظري لدى جزء كبير من العاملين في هذه المهنة. وقد أثارت جمعية المحاسبة الأمريكية الشكوك حول أساليب التعليم المحاسبي الحـالي ومدى ملاءمته للممارسة المهنية، كما دعت إلى ضرورة اهتمام الجامعات بأسـاليب التعلـيم والتقنية الحديثة، إضافة إلى التركيز على القدرات والمهارات المهنية. وقد قامت العديـد مـن المنظمات المهنية ومن بينها جمعية المحاسـبة الامريكيـة ومعهـد المحاسـبين الإداريـين الامريكيين بإطلاق صيحات التحذير من عدم جودة و مناسبة التعليم المحاسبي، وأنه لابد لهذا التعليم أن يتطور لمقابلة احتياجات الصناعة من المحاسبين. ومن جهة أخرى فقد أصدر الاتحاد الدولي للمحاسبة IFAC توصيات بضرورة الاهتمام ببرامج التعليم المحاسبي، بما يمكّن من إعداد وتأهيل طلبة المحاسـبة وإمـدادهم بالمعـارف والمهارات المتنوعة وإكسابهم القدرة على استخلاص النتائج والتقييم وتوصـيل المعلومـات.

بناء على ما سبق، فإن تطوير التعليم المحاسبي في الأردن ضرورة حتمية لمستقبل المهنة، و لنستمر في دورنا الريادي في المنطقة في هذا المجال، فلا يخفى على أحد أهمية المحاسب الأردني مهنياً و قيادياً، فلنستثمر في مواردنا البشرية بالشكل السليم، و لنحسن من نوعية التخصصات و نعمل على تحديثها و قياس مدى فاعليتها في سوق العمل من وقت لآخر ، لنحصل على خريجين أكفاء قادرين على أداء عملهم على أكمل وجه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :