نسال أنفسنا لماذا خصصت المساجد في الإسلام ولماذا بنيت المعابد في الديانات الأخرى.

الإجابة حتماً ستكون ليتلقى الانسان فيها تعاليم دينه ويشحن فيها طاقته الروحية ولتذكره بواجباته الأخلاقية التي تسير مسار حياته.

ولكن انقلبت الآية في زمننا ستسألني كيف؟

سأجيبك لأننا أصبحنا نسمع خطيب الجمعة بدل أن يتحدث عن التعاليم الدينية ويذكرنا بها ويروي لنا قصص الأنبياء والصحابة والتابعين ونتعلم من جميل أخلاقهم وسيرهم، أصبحت مساجدنا منبرا للخطب السياسية وكأن المساجد تابعة لوزارة التنمية السياسية والبرلمانية وليس لوزارة الأوقاف، أصبحت تسمع الشجب والندب وكأن خطيب المسجد مذيع قناة اخبارية في نشرة أخبار وليس في خطبة الجمعة واجبه تذكير الناس وتوضيح لهم امور دينهم.

سأقول لكل خطيب مسجد أنت وجدت وقد أنهيت تخصص الشريعة من الجامعة والكليات وليس تخصص العلوم السياسية، أحوال الدول بالجوار والدول العالمية هناك دولة أردنية ووزارة خارجية متخصصة بهذا الشأن، وليس من شأنك ان تؤجج النفوس.

واجبك أن تطمئن النفوس ايمانيا، عليك أن تعرف أن الناس في ضجيج أسبوعي بعملهم والبحث عن رزقهم، وعندما يحضرون إلى المساجد يوم الجمعة يحتاجون إلى كلام يريحهم يجلسون في بيت الله يريدون الحصول على الطمأنينة والسكينة، ولم يأتوا ليسمعوا نشرة أخبار سياسية برأيك الخاص، لقد اتخذت وزارة الأوقاف خطوة نبيلة، فيجب على المساجد ان تعيد دورها الايماني، أصدم عندما ألتقى امرأة في أحد الدروس الدينية في الاردن وأثناء حديث الواعظة بالدرس حول النظافة والاغتسال، تتحدث الواعظة على أنه من الواجب على المرأة والرجل أن يغتسلوا من الجنابة.

وما صدمني وصعقني أن امرأة كبيرة بالسن تجلس معنا لحضور الدرس أوقفت الواعظة عن الكلام لتسالها ( يا بنتي متأكدة لازم نغتسل من الجنابة، أنا يا بنتي لي اربعين سنة مجوزه ما عمري اغتسلت من الجنابة ما حدا حكالي) فنسال أنفسنا من المسؤول ومن المقصر عن جهل الأمة بالدين الواعظين أم الواعظات الذين التهوا بالسياسة وأمور خارج نطاق التعاليم الدينية، ويعترض البعض فقط ليستعرض نفسه لماذا توحد خطبة الجمعة، ما دخلك بسوريا والعراق ما دخلك بليبيا والجزائر والصومال، ثقف من أتو ليسمعوا منك الكلمة الطيبة وضح لهم أمور دينهم، هناك مسؤولين بالدولة تربطهم علاقات متينة بالدول الأخرى هم من يتخذون القرار وليس أنت.

إذن فتوحيد خطبة الجمعة خطوة نحو تعليم الناس تعاليم دينهم، فلنكن معها ولا نمشي عكس التيار.