يعتقد مراهقو السياسة في الاردن أن اطلاق مهرجان جرش رغم كل الظروف العربية المحيطة رسالة الى العالم باستقرار الامن المجتمعي في الاردن !!.

هؤلاء السادة انما يدافعون عن مواقعهم الرسمية ووظائفهم الارتزاقية بحجة السياحة والترفيه في زمن الحزن والفاقة والدم .

ولأنهم لا يعيشون بين الناس بمعنى العيش والاحساس بما يجول في القلوب والخواطر والضمائر فانهم لا يدركون مدى السخرية التي ينظر بها الناس اليهم ويتحدثون بها عنهم في مجالسهم ، ولا يدركون مدى الاساءة التي لحقت بالأردن الرسمي صاحب الولاية على الأقصى الذي تشهد ساحاته مزيدا من الشهداء كل يوم .

ولأنهم لا يقرأون فانهم لم يدركوا حجم تبادل رسالة واحدة عبر ( واتس أب ) خلال اليومين الماضيين ، رسالة واحدة تقول ( الاقصى ينزف وجرش تعزف ) ، ولا يعرفون أن الناس تقارن بين خبر اشعال رئيس الوزراء شعلة مهرجان جرش وبين إشعال شباب القدس الاطارات في وجه قوات الاحتلال .. ، ولا يدركون أن الناس تقول قد ودعت القدس في يومين أربعة من الشهداء واستقبلت جرش اربعة من مطربي لبنان ؟!!

كان يمكن أن يكون مهرجان جرش لهذا العام حدثا تاريخيا مشهودا لو كان هناك من يمتلك الموهبة السياسية وسرعة البديهة والتقاط الحدث !! بأن تعلن إدارة المهرجان بأنه ونظرا لما يتعرض له الاقصى والامة من محن وأزمات فان برنامج المهرجان سيخصص للأغاني الفلكلورية الوطنية من كافة الدول العربية وسيتحول الى مهرجان فكري عربي يستقطب السياسيين الحكماء والمفكرين في مؤتمرات وورشات عمل تبحث عن ما يوحد الامة ويجد المخارج ويجمع الصف .

كان يمكننا تحويل المهرجان الى منبر حوار وطني وقومي وفني عربي يكون ابلغ رسالة عن قومية الاردن الدولة والشعب .. الاردن الذي يجمع ولا يفرق ،، الاردن الاقرب الى القدس ، الاردن الذي يجعل الفن في خدمة الوحدة لا في خدمة الرقص والميوعة .

كم سنربح من مهرجان جرش ماديا ؟؟ وكم سنخسر معنويا ؟؟ وهل الغناء والطرب مؤشر الرفاه والامان والاستقرار أم هو طبقة السكر الذي تخفي العلقم ؟؟

دائما هناك من يدعون الذكاء فيعتقدون أن لديهم الوسيلة لصرف انتباه الناس عن الجرح المفتوح .