لا أكره شيئا في الكتابة بقدر أن تكتب لتتناول موقفا أو أداء لموظف عام بصفة شخصية , ولكنك أحيانا تكون مكرها اذ يدفعك أداء بعض كبار المسؤولين الى نقدهم مباشرة بعد أن لاتجد غير ذلك سبيلا .
والمشكلة التي تواجه الكاتب الصحفي أحيانا أنه ما أن ينتقد مؤسسة ما حتى يرد المسؤول فيها بعبارة كربونية مكررة تقول ( أنه كان على الكاتب المحترم أن يتحرى الدقة فيما يكتب وأن يتوجه الينا بالسؤال ونحن على أستعداد لأجابته وتزويده بالحقيقة ) , ولكنك اذا سألت فان أحدا لايكلف خاطره بالاجابة أو الاهتمام .
منذ يومين وأنا أتصل بسكرتيرة أمين عام وزارة العمل والجواب أنه اما خارج الوزارة واما في أجتماع , أترك رقم هاتفك .. تركت رقم الهاتف فقالت تريد أن تستوضح عن شيء فقلت لها أنا كاتب صحفي وأريد أبلاغه عن فساد في وزارة العمل فساد في المال العام فقالت شكرا سنبلغه .
كان أعتقادي أن عطوفته ما أن يسمع أنني أريد أبلاغه عن فساد في الوزارة فسيسارع الى الاتصال بي , وقلت في نفسي مراهنا ظنوني لن تمر ساعتان الا ويتصل عطوفته , ولكن خيبتي كانت كبيرة حين أكتشفت أن عطوفته غير معني وكأن الفساد الذي يدعيه كاتب صحفي فساد في وزارة العمل الصومالية .
بالله عليكم وبعد هذا مالذي يمكن لكاتب أن يفعله حتى يستمع اليه عطوفة الامين العام ؟؟ مالذي يمكن لقانوني أن يفعله في مثل هذه الحالة غير التوجه للنائب العام وتقديم الشكوى بحق الامين العام نفسه بجرم أهمال واجبات الوظيفة .
والحق أنني لا أعرف أمين عام العمل شخصيا ولم ألتق به بتاتا ولا أعرف الكثير عن أدائه الوظيفي , وقد يكون موظفا صالحا محترما ونقي اليد والسريرة , ولكن ذلك كله لايكفي ليكون المرء قائدا أداريا جيدا , ولاتكفي الطيبة والخلق الرفيع لمعرفة كل شيء يدور من حولك , ومهما كنت ذكيا فان الذكاء وحده لايكفي للحفاظ على المال العام , والابتسامات والترحيبات بالضيوف لاتصنع موظفا متفانيا .
لن أكتب المزيد حتى لا أظلم الرجل فقد يكون له عذره , وقد يكون في منصب أكبر من أن يتحدث الى أمثالي من المواطنين , وقد يكون مفهومه للفساد يختلف عن مفهومنا أو لايعنيه الامر , ولكن ان بقي الامر هكذا فانه يؤشر الى طريقة التعامل مع الامور في وزارة العمل .