أحسنت الجامعة الأردنية باختيارها زميلنا نادر الحوراني مدير عام الزميلة "الرأي" ليكون ضيفها ، ويتحدّث عن قصّة نجاحه، باعتباره أحد خريجي الجامعة، وأحسن زميلنا في حديثه الصريح تجربته الطويلة، وإن كنّا أحببنا أن يتوسّع أكثر، فالحوراني واحد من قليلين بدأوا حياتهم بالعمل في الصحافة ، لم يتركوها ليوم واحد. فكثيرة هي القصص التي يملكها الحوراني ، ولم يتحدّث عنها ، وكثيرة هي الأحداث والأزمات والتغييرات التي شهدتها المؤسسة الصحفية الأردنية على مدار عمرها ، وكان صاحبنا شاهداً عليها ، ولم يتناولها إلاّ بسرعة ، وقد يرجع ذلك إلى الوقت الضيّق المتاح ، ولكنّ المحاضرة قد تكون أساساً لكتاب يروي فيه قصّة واحدة من أهمّ مؤسساتنا الوطنية. وقد ظلّت "الرأي" موضع جدل في الدولة الأردنية منذ تأسيسها ، وكان الكثير من الحكومات يأتي وفي جيبه مشروعا جاهزا لتغييرات في "الرأي" ، ولهذا فقد شهدت الصحيفة الكثير الكثير من الأزمات والتغييرات ، وتناقل ملكيتها الكثيرون لأسباب سياسة ، ولكنّ المسكوت عنه ، ولا أحد يتناوله بالدراسة هو أنّ الإدارة نفسها كانت تحمل طابع الاستقرار ، وهذا ما حصّن الصحيفة من التداعيات السلبية للتغييرات على المستوى القيادي الصحافي. ولعلّ صاحبنا الحوراني نموذج واضح لاستقرار الإدارة ، فمنذ عرفنا "الرأي" في نهاية السبعينيات وهو في دائرة القرار ، وكانت ترقياته تأتي طبيعية دون تدخّلات خارجية ، ولسبب كفاءته المهنية ، ويبقى أنّنا نتمنى عليه التوسّع في الكتابة ، ففي يقيننا أنّ في ملفاته الكثير الكثير ممّا يستأهل أن يطلع عليه الأردنيون.