عمون - محمد الخوالدة - كرمت مديرية ثقافة الكرك وفرع نقابة المهندسين الاردنيين في الكرك وفي اطار مبادرة اطلقتها لتكريم الرواد من ابناء الكرك ممن كان لهم بصمات مؤثرة في مجتمع الكرك والاردن بشكل عام الاديب والباحث حامد النوايسه ، وذلك في احتفال اقيم في مجمع النقابات المهنية /فرع الكرك بحضور رئيس جامعة مؤتة الدكتور ظافر الصرايره ورئيس مجلس الكرك صايل المجالي وجمع من المهتمين والمواطنين في المحافظة .

ويعد النوايسة واحدا من ابرز ارخوا للكرك وتراثها اذ يعد مرجعة لكافة الباحثين في هذا المجال ، ولد النوايسه في المزار الجنوبي عام 1938 وانهى دراسته الثانوية في مدرسة الكرك الثانوية ، ثم التحق بجامعة دمشق لدراسة القانون بيد ان اسبابا مختلفة حالت دون اكمال دراسته بعد ان وصل السنة الثالثة ، ليعمل بعد ذلك في محكمة بداية الكرك ليكون من خلال مراجعي المحكمة من المتقدمين في السن ثروة من المعلومات التي تتحدث عن الكرك بابعادها الاجتماعية والسياسية والتراثية ، لم يدون حامد النوايسه معارفه في كتاب بل احتفظ بمخطوطات تتحدث عن تاريخ الكرك وقضائها العشائري اضافة الى مذكرات عن ابرز رجالات الكرك ممن كان لهم اسهامات في تشكيل حضارتها وحياتها الاجتماعية والفكرية والسياسية .

تحدث في حفل التكريم عن الاديب والباحث المؤرخ النوايسه عدد من اصدقائه ممن تاثروا بفكره ، فقال المحامي عبدالله الزريقات الذي تعرف على حامد النوايسة خلال فترة عمله في محكمة بداية الكرك بدء من خمسينيات القرن الماضي ان لحامد النوايسه المام واسع في مختلف جوانب الثقافة والادب والسياسة وخاصة تاريخ الكرك الذي كان ملهما بالنسبة له ، حيث تزخر مكتبته بالنادر من الوثائق وعيون الكتب التي تسجل للكرك ، فنحن كما قال الزريقات امام شخصية وطنية على مستوى الساحة الوطنية تتميز بغزارتها الفكرية .

وقال الباحث الدكتور زيد النوايسه عرفت حامد النوايسه ليس بصفة القرابة التي تجمعنا ، بل كصديق مثقف وشاعر عارف بالناس وطبائعهم واصولهم العشائرية ، وصاحب الراي الحصيف والموقف السياسي الوازن البعيد عن الغلو والتملق .

واضاف فضل حامد النوايسة ان يبقى مكافحا ويهدم من ذاته في سبيل بناء ذوات اخرى ، فهو صاحب نهج فكري وسياسي منحاز للعروبة وفكرة الوحدة العربية التي امن بها حد القداسة طوال عمره ، كما ان حامد النوايسه مؤمن بالتعددية الثقافية والدينية وسدا منيعا امام الاصولية والتكفير فلم يكن تدينه حائلا دون علمانيته ، ولم تكن علمانيته عبئا على تدينه ، فالدين عنده لله والوطن لجميع ابنائه .

وتحدث الباحث الدكتور خالدالمواجده من جامعة مؤتة عن معنى المكان عند حامد النوايسة الذي قال انه بالنسبة له هو الانسان بكامل تفاصيلة دون فواصل ، فحامد النوايسه كما قال المواجدة يعشق المكان المسمى الكرك فهو دائم الحديث عنها كونه عنده المدينة النبي الذي يحمل في يده الوصايا الكركية ، فان تكون كركيا كما يؤمن حامد النوايسه لابد من ان تحمل في قلبك كل وصايا الكرك وقيمها النبيلة ، واضاف ان حامد النوايسة ركز دائما على تاطير الحدث الكركي وتقديمة بابهى طريقة ممكنة رابطا اياه بالمكان دون الخوض في الاحداث الجدلية التي لم يكشف عن كامل تفاصيلها.

ووصلت للمحتفلين رسالة من المؤرخ العراقي الدكتور فهمي الصالح الفهداوي من العراق وقال فيها عرفت حامد النوايسه انسانا جليلا مرموقا كريما ومثقفا ومؤرخا يجمع في محاولاته الفكرية تجربته الريادية بين ماضي الاحداث والحاضر الراهن بتغيراته وتحولاته ناسجا منها مسبحة محكمة الخيط والانتظام .

وفي حديث له في الاحتفال شكر حامد النوايسة منظمي الحفل والحضور وقال ان عشقي للكرك يوازي عشقي لاهلها فالكرك مدينة قدمت لاجل الوطن الكثير من القرابين بدء من عهد ميشع ومرورا بحملة ابراهيم باشا وثورة الكرك وصولا الى ماقدمته في ساحات قلعتها بالامس القريب من قرابين ، سائد المعايطة ومن ارتقوا معه .