سيدي ومولاي جلالة الملك الراحل الحسين الباني. في ذكرى مولدك لا املك من الكلمات ما اقوله لك سوى ان هنالك احياءُ اموات يمرون من امامنا وجوارنا ولا نكاد نشعر بهم ويرحلون عنا ولا نكاد نشعر بغيابهم ليس لوجودهم معنى وليس لغيابهم قيمة.

وهناك اموات احياء نشعر بهم بقربنا ونراهم في خيالنا في كل وقت وزمان. يعيشون بيننا نسمع اصواتهم نحس بأنفاسهم نشعر بحنانهم وكأننا نراهم في اعيننا. لا يكف لساننا عن ذكر سيرتهم العطرة وافعالهم المجيدة وافضالهم علينا. انهم يعيشون بيننا رغم الموت انهم الخالدون بأعمالهم وأمجادهم. وانت يا ابا عبد الله على رأسهم. فأنت لا زلت بيننا تجلس معنا تحدثنا بكل شفافية عما تمر به امتنا. تمدنا بالعزيمة والاصرار على التقدم والمضي للأمام. تحدثنا كيف نبقي رؤوسنا مرفوعة لا تنحني الا اجلالاً لله تعالى، واعلامنا عالية خفاقة لا تنخفض الا بإرادتنا. تزرع فينا الامل والقوه والعزيمة وحب الوطن والاستعداد للتضحية في سبيله. تجعلنا نشعر أنك اب يتيمنا وشقيق روحنا وابن محرومنا.

لذلك نحن نحتفل بعيد ميلادك في كل عام ونضيء لك شمعة مثلما كنت انت شمعة حياتنا. ولذلك نقول لك كل عام وانت بخير ، كل عام وانت تكبر في قلوبنا ، كل عام وحبك في قلوبنا يكبر ويزداد. كل عام وانت قدوتنا وسراج طريقنا ، كل عام وبلدك الاردن الذي بذلت في سبيله ايام حياتك بخير . واعاد الله هذه الذكرى علينا و على وطننا بخير . واعاد الله علينا هذه المناسبة بكل عام وبيننا سليلك البار عبدالله الثاني بن الحسين ، الملك المعزز الذي امتشق الراية وسار بها وبنا على درب المستقبل درب العزة والفخر . درب النصر ان شاء الله .