اتفهم النوايا النبيلة للمعارضة في طرح الثقة بالحكومة التي تغولت على الشعب لا لأنها قوية بل لأن الظروف المحيطة تجعل الأردنيين يعارضون بقدر له سقف مقدس وهو الأمن .

لكن النوايا الطيبة لا تنفع في عالم السياسة بل قد يتلاعب السياسيون المحترفون بأصحاب النوايا الطيبة وهذا ما حصل !! فقد كانت الحكومة في حالة النزاع وتكاد تفارق الحياة السياسية إلا أن أصحاب النوايا وربما كان البعض قد باع حتى موقف الحجب لخدمة ديموقراطية الحكومة كما كان البعض في ظل ارتفاع الأسعار يعلي سعر موقف الثقة .

لقد استفاد بعض الحاجبين وبعض مانحي الثقة واستفادت الحكومة التي كانت تترنح حيث جاءها حبل الإنقاذ بدل حبل المشنقة فعادت إلى السطح بثقة جديدة وغاية في الديموقراطية الصورية !! .

ان العمل البرلماني ذروة العمل السياسي ، ومن لا فقه له في السياسة لا يستطيع الا ان يكون نائب خدمات أو ربما يعتقد في نفسه انه يصدح بالمبادئ !! وكأن المبادئ لا تحفر في العقول الدهاء و المكر والفطنة !!!! .

الحقيقة إننا إذا أردنا إصلاحا" حقيقيا" فلا بد أن يبدأ من البرلمان بحيث لا يسمح بدخوله الا للسياسيين والقانونيين كي تتم عملية الرقابة والتشريع حسب الأصول .

فالسياسيون هم القادرون على " تقدير الموقف " في قضية كبيرة مثل طرح الثقة حيث لا يمكن أن يقدموا عليها الا بعد دراسة متأنية تقوم على الرقم وعملية العد الصادق للأصوات تقف خلفها نظرة استراتيجية للمستقبل السياسي .

اما طرح الثقة ليقال طرحوا الثقة ولتسجيل المواقف في التقارير الحزبية أو البرامج الإعلامية فهذا لعب ما بعده لعب !! وينطبق على ما جرى القول الشهير :

أوسعتهم شتما" وأودوا بالإبل
ولهذا كان دولة الرئيس يطير فرحاً لما جرى وباعها ديموقراطية وشكر الحاجب والمانح . وكل طرح وأنتم بخير .