عمون- اختتمت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف والمجلس الوطني لشؤون الأسرة فعاليات المهرجان العائلي "يوميات لوني بالوني"، والذي انطلقت فعالياته في العاصمة عمّان وتنقلت في الأقاليم الثلاث، الشمال والوسط والجنوب خلال شهري أيلول وتشرين الأول، لنشر الوعي حول العنف ضد الأطفال وأساليب التربية الإيجابية ضمن الإستراتيجيـة الوطنية للحد من العنف الجسدي الواقع على الأطفال في الأردن.

وقد تم خلال المهرجان الذي حضره أكثر من 40 ألف زائراً في العاصمة عمان وإربد والزرقاء والعقبة إقامة عدة فعاليات لجميع أفراد العائلة ضمن أجواء عائلية ترفيهية وتعليمية. و حمل المهرجان معه رسائل تربوية من خلال استخدام الطرق غير التقليدية مثل المسرح التفاعلي وفعالية الحكواتي والشخصيات الكرتونية المحببة التي حملت 8 شخصيات جسدت كل منها قيمة أسرية حوارية لايصال رسالة لأفراد الأسرة، كما وتضمن المهرجان معرض الصورالمطبوع بتقنية التصوير العدسي والتي تعد الأولى من نوعها في الأردن.

الأمين العام للمجلس الوطني لشؤون الأسرة محمد مقدادي أكد "أن المهرجان العائلي جاء ضمن حملة بدأ المجلس الوطني لشؤون الأسرة اليونيسف بالعمل عليها منذ العام 2017 لتوعية الأسرة وأفرادها بمخاطر العنف الواقع على الأطفال من خلال مجموعة من المحطات الأسرية المتنوعة التي تساعد على تعزيز قيم الحوار والتربية الإيجابية بشكل محبب لأفراد الأسرة".

من جهته قال ممثل اليونيسف في الأردن روبرت جينكنز: "نحن سعيدون للتواصل والوصول إلى الأطفال وعائلاتهم في المحافظات من خلال هذا المهرجان للعمل معاً على الحد من العنف ضد الأطفال من خلال نشر المعرفة وتوعية الأطفال والبالغين على حد سواء. ونحن فخورين بردود الفعل الإيجابية من العائلات والأطفال الذين شاركوا بالفعاليات".

"أخيراً كلمة شكر لكافة الشركاء من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية والخبراء والإعلاميين والممولين على دعمهم لهذه الجهود، مؤكدين في نهاية هذا المهرجان أن يستمر المجلس ومنظمة اليونيسف بالعمل مع الشركاء لتحقيق أهداف الخطة الوطنية للحد من العنف الجسدي وخفضه إلى النصف بحلول عام 2021 كخطوة للوصول لأهداف التنمية المستدامة (16-2) للحد من خطر العنف في حياة الأطفال وتوفير استجابات فعالة للضحايا من الأطفال بحلول 2030."

كما شمل المهرجان أيضا العديد من الفعاليات التي تحمل رسائل للأهالي من قبل أطفالهم المشاركين بالفعالية، وقد تعهد خلال المهرجان أكثر من 4000 شخص في عمان، إربد، الزرقاء والعقبة على العمل للحد من العنف ضد الأطفال من خلال الالتزام بمفاهيم التربية الايجابية، بعد زيارتهم لمعرض الصور الخاص والذي تضمن 30 قصة وصورة مستوحاة من الحقيقة، والتي تدور حول أشكال العنف الجسدي وآثارها على الناجيين.
وتضمن المهرجان العديد من اللقاءات والجلسات الحوارية لشخصيات أردنية مؤثرة في المجالات السياسية والإجتماعية والإعلام والفنون لفتح نقاش تفاعلي وإيجابي مع الأسر المشاركة، وتسليط الضوء على العديد من القضايا المتعلقة بحقوق الطفل وحمايته وبرامج التربية الإيجابية بما في ذلك النظام والسياسات والبرامج الوطنية بالإضافة إلى الأدوار التي يجب أن يقوم بها الأهل لتوفير بيئة آمنة وسليمة لأطفالهم، وبالإضافة إلى مناقشة أبرز التحديات التي تواجه الأسر في التعامل مع الأبناء وتقديم الحلول لها.

ومن خلال فعاليات المهرجان أكد الحضور على أهمية عقد العديد من التدريبات الهادفة حول الإرشاد التربوي. حيث وفر المهرجان خدمات الإرشاد الاجتماعي للأسر المشاركة مجاناً. إلى جانب ذلك تم قراءة قصص قصيرة، وتوفير ركن خاص للتصوير والبالونات التي تحمل رسائل مختلفة.

ومن الجدير بالذكر أن منظمة اليونيسف تسعى بالتعاون مع المجلس الوطني لشؤون الأسرة وكافة القطاعات ذات العلاقة لتطوير قطاع الحماية لتوفيرمساحة آمنه والخدمات الأفضل لأطفال الأردن وأسرهم والذي في دوره سيساهم بإحراز التقدم الاجتماعي والاقتصادي للدولة. كما تسعى اليونيسف من خلال برامجها للتوعية وتغيير الاتجاهات والقناعات التي تقبل العنف ضد الأطفال كوسيلة للتربية في المجتمع، وتخصيص جزء توعوي يتعلق بأساليب التربية الوالدية الايجابية وبدائل العقاب. يجدر بالذكر أن الأردن حقق تقدماً ملحوظاً في عديد من المجالات المتعلقة بحقوق الطفل وحمايته، حيث يعتبر أحد الدول السباقة في مجال حماية الطفل على مستوى المنطقة والوطن العربي، كما أن هذه الفعايات تتماشى مع المبادرات والحملات العالمية للحد من العنف ضد الأطفال والتي تأكد على حق جميع الأطفال بعيشِ كريم في بيئة خالية من العنف.