لا تبدو مجلة "تايم" الأميركية موفّقة في اختياراتها الأخيرة لأكثر مئة شخصية تؤثّر على صياغة أحداث العالم ، ويبدو أنّ نفاقاً واضحاً هو الذي يؤثّر على الخيارات المتاحة ، وبدون الدخول في تفاصيل الأسماء فإنّ ليوناردو كابريو وجورج كلوني ومارتن سكورسيزي فنانون ممتازون ، ولكنّ أثرهم على العالم سيظلّ محدوداً إذا ما قارنّاه بتأثير غيرهم من السياسيين والعسكريين.على أنّنا نتوقّف أمام اختيار تسيفي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية ، والتعليق الذي قدمّته الدكتورة كونداليزا رايز وزيرة الخارجية الأميركية عليه ، فالإثنتان تمثّلان الوجه المذكّر للأنوثة ، وأسوأ تعبير عن تمثيل المرأة في مراكز سياسية عليا ، فالأولى قادت المعركة السياسية لحرب لبنان ، وما نزال نذكر تصريحاتها الداعية لأكبر قتل ممكن ، والثانية تقود المعركة الدبلوماسية الأميركية لترويج سياسات القتل والدمار.
نتوقّف أمام الاختيار لأنّه صحيح مائة بالمائة ، ولكن ليس باعتبار تأثير الإثنتين الإيجابي في مسيرة العالم ، ولكنّ بتأثيره السلبي بالضرورة ، تماماً كما جاء اختيار أسامه بن لادن ، أو عمر البشير باعتبارات الصحيفة ، حيث الأول مؤسس الإرهاب ، والثاني أب الدكتاتورية ، وإذا كانت النساء سيتحدثّن في المستقبل ، فسوف يقلن إنّ وجود هاتين الإمرأتين في المراكز السياسية العليا يسيئ إليهنّ.
ولا نفهم لماذا لا تضيف "تايم" العسكريين إلى قائمتها ، فهؤلاء الموجودون في العراق الأكثر تأثيراً في إعادة صياغة التاريخ والجغرافيا ، فصاروخ واحد منهم يهجّر سكان منطقة ، واغتصاب فتيات يدمّر حياة عائلات ، ولا نفهم أيضاً لماذا تمّ استبعاد جورج بوش من القائمة لأوّل مرّة منذ سنوات ، مع أنّ تأثيره على الأرض ما زال قائماً حتى هذه اللحظة.