عمون - ما تفعل الحكومة بمحاولة تحويل قانون العفو العام إلى ملف شعبوي إرضاء للرأي العام؟ عندما ضيّقته احتجوا، ولما توسع احتجوا.

مشهد سريالي لكنه بكامل وضوحه. عندما قدمت مسودتها الأولى صرخ الناس إنه ضيّق، فوسّعوه، فلما فعل النواب ذلك، صرخ ناس إنه واسع فيضيقوه. فأين المشكلة؟ هل هي في الرأي العام الذي لا يريد أن يستقر على حال، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟

إن المشهد الاردني يعيش عدم استقرار لا يقف عند حال. عندما تضع الحكومة حجرها "هنا" يغضب قوم، فإن أزال المسؤول حجارته غضب آخرون. ما الذي يجري؟

إن رسم المشهد بهذه الصورة المبسّطة غير دقيق، وتدليس على اللوحة، فالناس مجروحة وتشعر بالفوضى، فهذا ما جنته الحكومة على المجتمع وما جناه الناس على أحد.

تلك الحكومة راعية في "أولى" عدم الشفافية حتى أفقدت الناس الثقة بالكراسي وما حوى.

هكذا لم يعد المجتمع فيسفساء جامعة، بل مجموعة ركام من الأحجار فوق بعضها من دون هدف ولا غاية. ومن هنا يتسلل الخطر.