facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حالة إختناق


م. أشرف غسان مقطش
20-03-2019 11:47 AM

إذ قيل أن إبن مريم قال: ماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ تجدني أقول: ماذا ينفع الإنسان لو ربح مال قارون وخسر كرامته؟

وغدا، الذكرى الحادية والخمسون لمعركة الكرامة.

"الكرامة"! يا لوقع الكلمة على صوان أذني! يا لأثر اللفظ على وجدان كياني! إسم على مسمى.

وللربابة وتر واحد، متى إنقطع، لا لحن بعد. وللكرامة مبدأ واحد "لا تنازل"، متى حصل التنازل، لا كرامة بعد. والرأس لا يعلوه إلا "عقال"واحد: الكرامة. وللعلم نجمة سباعية، وأحرف"الكرامة" سبعة. صدفة؟ لربما، لكن لربما أنها ليست صدفة أن العلم يخفق بنجمته السباعية عاليا على مماس أفلاك النجوم، والكرامة تحلق بالإنسان عاليا على متن أحرفها السبعة فوق كل ما يدنو منه.

وإذا غامرت في شرف مروم، فلا تقنع بما دون النجوم. حقا قال أبو الطيب المتنبي.

غدا إذن ذكرى الذكريات. والذكريات سلسلة. والسلسلة لا بد لها من بداية، والبداية كانت مع تعريب الجيش، ويدا بيد: الجيش العربي والفدائيون، وبقبضة من حديد "الكرامة"، دحروا العدو الصهيوني فتراجع القهقرى إلى أوكار تخيلاته وجحور أوهامه.

ورغم أن ثمة شعبويين يدعون أن "الكرامة" ما كانت لتعانق الجبال من حولها لولا "أنا"، إلا أن ثمة تواريخ تؤرخ أن "الكرامة" ما كانت لولا "نحن": الفدائيون والجيش العربي.

غدا إذن تذكار معركة الكرامة، وأريد لذلك أن أقطف مما أتى به الربيع مبكرا من ورد، لأضمه باقة أضعها غدا عند صرح الجندي المجهول، في الغور، هناك إذ تغور في الأرض رفات من خشوا على "كرامتهم" ألا تسلم من المهانة ومن المذلة، فشدوا نطاق نفوسهم على "الكرامة" وقدموا أرواحهم قربانا لها مصداقا لقول الشاعر: لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم.

وما أن مددت يدي إلى أولى الورود وأغلاها: السوسنة، حتى اقشعرت خيطانها! إنكمشت بتلاتها فانغلقت على قلمها! وانحنى ساقها في إشارة لي أنها تحاول الإبتعاد عني!

قبضني الذهول من يدي، وأمسكت الدهشة بي من فرائصي. ثمة لاء عند السوسنة. والحيرة تعقد لساني بعلة لاء السوسنة. والفضول يتجاذب أفكاري بسر لاء السوسنة.

أبعدت يدي عن السوسنة، وما أن تراجعت قليلا عنها حتى تفتحت بتلاتها رويدا رويدا تكشف عما سطر قلمها عليها: "غاز العدو إهانة للكرامة".

السوسنة تأبى برمزيتها أن تضمها باقة من الورود تزدان بها جنبات صرح الجندي المجهول في ذكرى "الكرامة" وأنابيب غاز العدو تجتاح أرض "الكرامة"!

السوسنة تتحاشى بوطنيتها إكليلا من الورد على رأس الجندي المجهول في ذكرى "الكرامة" وغاز العدو يختلط رويدا رويدا بهواء" الكرامة"!

تركت السوسنة وشأنها، وعدت أدراجي إلى بيتي وكلي أمل أن تستيقظ شمس غد على رنين أجراس مرسوم ملكي يفضي بإلغاء إتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني حفظا لماء وجه الكرامة في ذكراها الحادية والخمسين غدا.

وما أوسع الأمل لولا ضيق اليأس.


على هامش المقال
نقرأ في كتاب "مهنتي كملك، أحاديث ملكية" للملك حسين بن طلال، ص213-214:

ثم وقعت الغارة على الكرامة في آذار (مارس) من عام 1968 من قبل القوات اليهودية، كان الإشتباك دمويا من الجانبين خسائر في الأرواح البشرية، تدمير للمعدات. وكان دفن الشهداء من الفدائيين مناسبة لقيام مظاهرة ضخمة. مؤيدة لهم، وبداية، ولا شك، لنواة من المقاومة أكثر رسوخا وأمتن بنيانا، وما من شك في أن المنظمة التي كان الفدائيون يجاهدون تحت لوائها كانت تلفت النظر بروعتها حقا، كانت حسنة التجهيز، جيدة التدريب. وقد قاتلت في معركة الكرامة إلى جانب القوات الأردنية ببسالة وفعالية.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :