facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




المهندس هشام خريسات يكتب: ساعة مع "الأميرة"


10-10-2009 07:49 PM

ليسمح لي الكاتب الأستاذ ماهر أبو طير أن أستعير عنوان إحدى مقالاته "ساعة مع الباشا" لأعنون به مقالتي هذه و التي تتناول لقاءنا قبل أيام مع سمو الأميرة دينا مرعد مدير عام مؤسسة الحسين للسرطان.

ذهبت مع وفد يمثل إذاعة "حياة أف أم" على إثر تغطيتنا لحملة تبرعات للمؤسسة ، و هنا تركز الحوار حول أفضل السبل لجلب الدعم المادي لمركز الحسين للسرطان لتمكينه من أداء رسالته الإنسانية السامية و التي تكلفه قرابة (100) مليون دينار سنويا حيث ينضم إلى سجل السرطان الوطني كل عام أكثر من أربعة آلاف مصاب ، و إذا علمنا أن معظم المرضى يتكلف علاجهم ما بين خمسين إلى مائة ألف دينار و أحيانا أكثر من ذلك أدركنا حجم المشكلة و ضخامة المسؤولية الملقاة على عاتق هذه المؤسسة الرائدة ، و من هنا لم تفاجئنا درجة الحرارة البالغة التي تحدثت بها مضيفتنا الأميرة.

إذا فالمسألة ليست بروتوكولات و مراسم و مؤتمرات صحفية و مسيرات و مهرجانات و زيارات و سفرات و لقاءات تلفزيونية و إذاعية و لا صورا استعراضية على غلاف المجلات بمقدار ما هي مسألة إنقاذ حياة لمئات من الأطفال و الشباب يمكن أن يكون أي منا في أية لحظة واحدا منهم أو أبا أو أما أو أخا أو صديقا أو عزيزا لأي من هؤلاء النزلاء.

و إذا علمنا أن سمو الأميرة هي والدة لطفل شفي و تعافى من مرض السرطان أدركنا سر هذا العنفوان الإنساني المتدفق و حقيقة هذه العاطفة الجياشة المترجمة إلى برامج و خطط و نشاط دؤوب و حركة واعية و متعقلة لا تعرف الملل و لا الكلل.

و رغم ذلك فإنني أختلف مع سمو الأميرة في وجهة نظرها القائمة على دعم المركز من خلال التركيز على التبرعات التطوعية للأفراد و المؤسسات و الجهات و التي يتفنن القائمون على المؤسسة في تحصيلها من خلال التواصل الإعلامي و الاجتماعي المكثف و باستخدام مبرمج و مدروس لاستثارة كل كوامن الخير في النفس البشرية بدءا من توجيه واردات زكاة الأموال إلى مشروع الحصالات و استيفاء الدينار عبر الرسائل الخلوية القصيرة مرورا بالرعايات و تسمية الوحدات العلاجية و الأقسام و الغرف بأسماء المتبرعين و تكريمهم و تحفيزهم على أعلى المستويات و انتهاء بالتواصل المباشر الداخلي و الخارجي.

رغم كل هذا الجهد المضني و المبارك فإنني أختلف مع هذه السياسة و أؤكد على أن الله تعالى "ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن" كما يقول سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، و لهذا فكل ما سبق غير كاف لتمكين المؤسسة من القيام برسالتها الإنسانية و الوطنية المقدسة ، فمؤسسة الحسين للسرطان مع أنها غير حكومية و لكنها أيضا ليست مجرد مشروع خيري عادي بل هي مقصد الأردنيين الأول و أملهم بعد الله تعالى في مواجهة هذا المرض العضال ، و هي في مركزها الذي تشرف بحمل اسم باني الأردن الحديث و مؤسس نهضته الحسين بن طلال رحمه الله تعالى تشكل معلما حضاريا و صرحا طبيا رفع اسم الأردن عاليا في المنطقة و العالم.

و كما أن جزءا من ريع الرسوم المفروضة على مبيعات السجائر يرد إلى المؤسسة و لكن هذا الجزء تحدد بسقف لا يتجاوز المليوني دينار ، فلماذا لا يتم إزالة هذا القيد و التحديد من قبل وزارة المالية ليصير كامل الريع لمؤسسة الحسين للسرطان؟!

و لماذا لا يتم تفعيل برنامج الرعاية الشامل الذي تطرحه المؤسسة و يكلف المشترك عشرة دنانير سنويا فقط بحيث يكون إلزاميا لمشتركي الضمان الاجتماعي و الفرصة سانحة الآن بتجرؤ الحكومة على إدخال تعديلات من خلال قانون مؤقت؟!

و لماذا لا تقوم النقابات المهنية و العمالية بواجبها - ليس من خلال المسيرات فقط- بل بإلزام أفرادها بالاشتراك في هذا البرنامج التأميني الشامل كجزء من اشتراكاتها السنوية أو جزء من برامج التأمين الصحي لمنتسبيها؟!

و لماذا لا تفرض رسوم على أرباح الشركات الكبرى مهما قلت دعما لمعركتنا الوطنية في الكفاح ضد السرطان أسوة بالرسوم التي تم فرضها دعما للبحث العلمي أو ضريبة الثقافة أو الجامعات علما بأن مركز الحسين للسرطان يجمع بين الأمثلة الثلاثة المذكورة!

كثير من النواب لا يرى في الامتيازات الشخصية الممنوحة لهم ضيرا على الموازنة العامة و يشهر سيف المحاسبة من غمد الحرص على المال العام عندما يناقش قانون "مؤسسة الحسين للسرطان"!

إن معركتنا ضد السرطان معركة طويلة و صعبة لها أوجه قانونية و اقتصادية و اجتماعية و علمية و أكاديمية و صحية و توعوية و ثقافية و فكرية و دينية و إعلامية .. تقود هذه المعركة "مؤسسة الحسين للسرطان" و على رأسها اليوم أميرة متحمسة جدا.






  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :