facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




لماذا لا نقرأ كتاب الملك؟


م. أشرف غسان مقطش
25-07-2019 02:53 PM

بادئ ذي بدء لا أنكر إنني شعرت بغيرة شديدة من الطالبات الثلاث وهن جالسات برفقة سيدنا يوجهن له أسئلة شخصية غلب عليها فضولهن الشديد في معرفة أكلة الملك المفضلة، وهواياته، وأكثر موقف أغضبه وأزعجه في حياته، وشعوره حينما ولد إبنه حسين، وغيرها من أمور لا تخرج عن الإطار الشخصي العائلي لأبي حسين.

ستة عشر سؤالا عرض التقرير الذي نشره الموقع الرسمي للديوان الملكي الهاشمي عن اللقاء، خمسة أسئلة من كل من السرحان والحموري طالبتي الإعلام في جامعة اليرموك، وستة أسئلة من الرواشدة طالبة الحقوق في الجامعة الأردنية، فهل كانت هناك أسئلة أخرى وجهت للملك من قبل الطالبات ولم يعرضها التقرير أم لم يكن هناك غير هذه الأسئلة؟ لست أدري حقا! أتدري أنت؟

وهل كان الملك يعرف مسبقا الأسئلة التي ستوجه له من الطالبات الثلاث؟ أم إنه لم يكن يعرف؟ لربما كان يعرف، ولربما لم يكن يعرف، وما أدرانا؟

مع ذلك، لا أنكر إنني شعرت إن الملك كان متكلفا ودبلوماسيا في إجابتين أو ثلاث على الأقل، لكنني أكاد أجزم أنه كان في بقية الإجابات بسيطا عفويا صريحا إلى أبعد الحدود، حتى إن المثل الذي يقول: "اللي بقلبه عراس لسانه" إنطبق تماما عليه في أغلب حديثه.

فحين يأتيهن الملك بقميص أزرق سماوي بدون ربطة عنق فهو يشيع ااراحة في الأجواء المحيطة بهن جميعا، وحين يجلس متكئا على يده اليمنى طوال اللقاء فهو عفوي في تصرفاته، وحين يردد الملك كلمة "البيت" بدلا من كلمة" القصر"طوال نحو (13) دقيقة كما فعل مستخدما كلمة "المنزل" على مدار (448) صفحة من صفحات كتابه "فرصتنا الأخيرة، السعي نحو السلام في زمن الخطر" فهو حقا يحب البساطة كما قال بعظمة لسانه.

الإستنتاج الأولي الذي خرجت به عن الطالبات الثلاث هو أنهن لم يطلعن بعد على كتاب الملك السالف الذكر عنوانه، وأكاد أجزم أنهن لم يقرأن سطرا واحدا منه، واربما يشاطرني الملك في قرارة نفسه الإستنتاج عينه، فمعظم لا بل غالبية الأسئلة التي طرحت على الملك لها إجابات في كتابه الشيق المثير، وإن كنت أتحفظ على بعض المسائل التي ناقشها الملك في كتابه، لا سيما تصريحه المباشر بأحقية العدو الصهيوني -إسرائيل من وجهة نظره- في العيش بسلام جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين، وهو ما أختلف معه عليه إختلافا شديدا حد معارضته في هذا الشأن، لكن المعارضة هذه لا تعني إلا كل الإحترام لوجهة نظره، والإخلاص للعرش الهاشمي والفداء للوطن حتى آخر قطرة دم؛ فأنا لا أريد أن أتحسر يوما ما على وطني ومليكي مثلما يتحسر العراقيون الآن على العراق وصدام حسين، مع الأخذ بعين الإعتبار البون الشاسع بين أسلوب الإدارة للدولة لدى كل من الملك وصدام حسين.

إذ تقرأ كتاب الملك، وتستمع إلى إجاباته لأسئلة الطالبات الثلاث، تخرج بانطباع إن الملك كان صادقا تماما في إجاباته نظرا للتشابه حد التطابق في أغلب الأحيان بين محتوى كتابه وفحوى إجاباته.

خذ مثلا لا حصرا حديثه العفوي عن العلاقة بين حسين إبنه وحسين أبيه في إطار إجابته لثاني أسئلة الحموري إذ سألته: "شو شعورك أول ما شفت الأمير حسين؟" وقارنه بالنص التالي المقتبس من كتابه، ص(156):
"غالبا ما كان والدي يمر بنا في المنزل ويسألني وهو في السيارة إذا كان حسين موجودا، فإن لم يكن في المنزل كان يمتنع عن الدخول ويكمل طريقه مسرعا إلى حيث كان ذاهبا".

ولما كنت أتحدث أنا وأهلي عن حديث سيدنا مع الطالبات، تساءلت شقيقتي الصغرى: هل حقا كان الملك يخاطب والده ب "سيدنا" كما ذكر في اللقاء؟ أجبتها: "نعم"، ذلك لأن الملك قال في كتابه، ص(165):
" "إبق هنا يومين آخرين"، قال لي [الملك حسين]، فأجبته: "سيدنا" -لم أناده يوما بغير سيدنا- "لا بد لي من العودة إلى الأردن" ".

أما إجابة أولى أسئلة السرحان حينما سألته: "كيف كان رد فعلك لما خبرك الملك حسين الله يرحمه بولاية العهد؟"، فتجدها في كتابه، ص(167):
"أخذني من يدي وقال: "أريد أن أعينك وليا للعهد، فذلك حقك... اغرورقت عيناي بالدمع إذ أدركت أن والدي يحاول أن يقول لي إنه بات قريبا من النهاية.
وأحسب إنها المرة الأولى التي شعرت فيها بأنني واحد وحيد. لا بل شعرت بدافع إلى البكاء بين يديه وبرغبة جامحة في أن أعبر له عما يعنيه لي والدا وملكا".

وفي ص(157)، يقول الملك:
" فليس أصعب من أن يسمع ابن أنه قد يفقد والده في بضعة أيام أو أسابيع. ما سمعته هو أنني سأفقد والدي، وكجندي، سأفقد مليكي وقائدي، فكانت اللحظة وقت حزن وقلق وتفكر في آن معا".

وعندما سمعت إجابته لخامس أسئلة الرواشدة "أديش بتشوف الأردن تغير، وشو اللي فعلا تغير بالأردن؟" غلب علي إعتقاد شبه جازم بأنه لم يكن يعرف الأسئلة مسبقا، إذ يقول في كتابه، ص(222):
" أسست جامعتنا الحكومية الأولى، الجامعة الأردنية، في العام ١٩٦٢، والجامعة الخاصة الأولى، جامعة عمان الأهلية، في العام ١٩٩٠، أما الآن ففي الأردن عشرون جامعة خاصة وعشر جامعات حكومية أخرى يرتادها ٢٤٣٠٠٠ طالب وطالبة في كل أنحاء الأردن".

وليست هذه الأمثلة عن أسئلة الطالبات الثلاث إلا غيضا من فيض أكتفي بها إذ إن كثرة الأسئلة المطروحة في اللقاء والموجودة إجاباتها في كتاب الملك لا تتسع سطور المقال لذكرها جميعا هنا.

ولعلني لا أجانب الصواب إذا ما قلت إن السؤال الوحيد الذي لن تجد إجابته في كتاب الملك هو سؤال الرواشدة الأول الذي كان عن أكثر موقف أزعج وأغضب الملك؛ فأجابها: إستشهاد الطيار البطل الكساسبة، وإستغلال البعض لهذه الحادثة للمزايدة على موقف الأردن.

وإذا ما أصدر الملك كتابا ثانيا له يروي فيه سيرته الذاتية في العقد الثاني من عقود توليه عرش الأردن، فإنني أكاد أجزم بإنه سيتحدث بتفصيل شديد عن الجهود الكبيرة التي بذلت لأجل إطلاق سراح الشهيد الكساسبة، ولسوف يعبر مرة أخرى عن شعوره تجاه هذا الحدث الأليم كما عبر في المقابلة.

لقد شاهدت اللقاء أكثر من مرة، وفي إحدى المرات تساءلت: لماذا لم يكن في اللقاء شاب واحد على الأقل؟ لست أدري، لكن لربما هناك لقاء آخر للملك مع شباب، ولمن يتم إختيارهم للقاء سيدنا، أنصحهم بقراءة كتاب الملك مسبقا كي لا يسألوه أسئلة يعرف إجابتها من قرأ كتاب الملك.

لعلني لا أغالي إذا ما نصحتك عزيزي القارئ بضرورة قراءة كتاب الملك، إذ إن الملك يفتح لك قلبه وهو يقودك من صفحة إلى صفحة عبر كتابه، لتجد نفسك قد سبرت أغوار شخصيته، وقرأت أفكاره، وتلمست طموحاته وآماله، ورأيت كم هو حقا  يحب الأردن الذي هو الوطن، وأجمل مكان في العالم كما قال في معرض إجابته عن السؤال الثالث للحموري.

ملاحظة:
على الرابط التالي، تجد عزيزي القارئ المزيد من الأمثلة على الأسئلة التي طرحنها الطالبات الثلاث على الملك، ولها إجابات في كتابه الممتع "فرصتنا الأخيرة، السعي نحو السلام"، الطبعة الأولى (2011)، دار الساقي:

https://www.facebook.com/354647958554298/posts/406077253411368/





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :