عندما حصل الطالب احمد سامي عثمان على العلامة الكامله ١٠٠% في امتحان الثانويه العامه في هذا العام وكان الاول ولأول مره يحصل طالب في الاردن على هذه العلامة. وعندما حصل اكثر من عشرة الاف طالب وطالبه على علامة ٩٠% فما فوق ايضا في الثانوية العامة تعالت الاصوات على وزارة التربية والتعليم من هنا وهناك ومن خبراء واكاديميين وبعض ممن تولوا مواقع تربويه قياديه وقالوا ان هذا شئ مستغرب وغريب وقال بعضهم هل نحن في مجتمع العباقرة؟

والسؤال: هل هذا مستغرب في اردننا الغالي الذي فيه الانسان اغلى ما نملك ولماذا لا يكون لدينا عباقرة ومبدعين ومميزين لنصل الى مجتمع يسمى مجتمع العباقرة في يوم من الايام.

مجتمع العباقرة ايها السادة لا يصبح مجتمع بين يوم وليله انه يحتاج الى بدايات وتلك البدايات تحتاج الى الدعم والتعزيز والفخر لا القيل والقال والقنوط واليأس والاحباط فهذا هو الذي لا يصنع مجتمعا يصبح فيه اناس عباقرة .

عندما يكون عندنا عباقرة فإن ذلك اعتراف منا بما يتمتع به هؤلاء الناس من قوى عقليه ابداعية غير عاديه تميزهم عن غيرهم وقدرتهم الفائقة في التغلب على التعب والعناء وقدرتهم على التحدي والوصول الى الغايات الجميلة ولو بعد طول انتظار .

ولقد شاهدت ذلك بأم عيني قبل ايام عندما زرت سنغافورة هذا البلد الصغير وتجولت في كثير من ضواحيها فوجدت ان هذه البلاد تطورت وتقدمت واصبحت خلال فتره فترة زمنية قصيره بلد العباقرة الذين تفوقوا على انفسهم وتحدوا كل الصعاب وبأراداتهم وتصميمهم وعلمهم واتقانهم اصبحت البلاد على قالمة الدول المتقدمة المتطورة اقتصاديا وتكنولوجيا ومعرفه ونظاما وجمالا واتقان.

وعندنا شكل الطالب احمد سامي عثمان بحصوله على العلامة الكاملة نقطة تحول في تاريخ وزارة التربية والتعليم التي نبارك لها هذا الانجاز وهذا الدعم لهذا الطالب ولعله يكون بداية وانطلاقتا لنا ليشكل في زمن ما مجتمع العباقرة فهل ندرك اهمية دعم مثل هؤلاء المبدعين وتحفيزهم وتطوير قدراتهم ومواهبهم ليكون لدينا هذا المجتمع طال الزمان ام قصر بعيدا عن احباطهم والتقليل من قدراتهم وحسدهم الذي لا يوصلنا إلا الى حافة اليأس والقنوط والتعثر.