الكرك من الدور المقنطرة الى مباني الحجر المشذب
15-08-2019 10:52 AM
عمون – محمد الخوالدة - تطورت البيوت السكنية في منطقة الكرك بتوالي الزمن ، فمن الاقوام الذين تواجدوا في الكرك في الازمنة الموغلة في القدم من سكن المغاور والكهوف مرورا ببيوت الشعر والدور الكركيه القديمة المبنية من الحجر والطين ، وانتهاء في ايامنا هذه بالمباني الاسمنتية وتلك المبنية من الحجر الابيض المشذب.
لم يعد الان بالتاكيد من يسكن المغاوروالكهوف او من يبني مسكنا من الحجر والطين لتكون المباني الاسمنتية وتلك المقامة من الحجر الابيض المشذب سيدة المرحلة ، فيما اقتصرت الاقامة في بيوت الشعر على بعض مربي الماشية الذين يسكنون البراري في مواسم الربيع لتتغذى مواشيهم على الاعشاب النابتة هناك .
في بدايات القرن الماضي ابتنى الكركيون دور الحجر(حجر الصوان وماشابه ) والطين ، وهي دور مقنطرة – اي يرتكز سقفها على قنطره حجرية او قنطرتين او ثلاث قناطر- ، وعدد القناطر يعني سعة الدار ومنزلة صاحبها الاجتماعية ، فالدور الواسعة تعني كثرة الضيوف والولائم التي تقام لتكريمهم ، اي بمعنى ان صاحب الدار يبني داره بما يتناسب وقدراته المالية وتاثيره الاجتماعي .
في ذات التاريخ ، بل وابكر بكثير سكن الكركيون بيوت الشعر المعروفة للجميع ، وحال هذه البيوت كحال بيوت الحجر المقنطرة ، لكن بدل القناطر فان سقف بيت الشعر يرفع على اعمدة خشبية تسمى بتشديد وفتح السين "وسط"، وتقام هذه البيوت وفقا لثراء صاحبها ، فالبيت المقام على واسط واحد ويسمى "عريشه" يخص عامة الناس وبسطائهم ، وفي المقابل هناك البيوت التي تتناسب وامكانات صاحبها المالية ومنزلته الاجتماعية ، فهناك بيوت بواسطين او ثلاثة او اربعة وربما اكثر .
نصل الى اربعينيات وخمسينيات القرن الماضي حيث بدا المقتدرون ماليا باقامة مساكنهم من الحجر الابيض المشذب ، ومن لوازم بناء هذه المساكن بطبيعة الحال الحجر الابيض المشذب ، في البدايات لم تكن هنالك الات او مناشير حجر لاعداد الحجارة المشذبه اللازمة للبناء ، فمن كان يتولى هذه المهمة صاحب حرفه اسمه بتشديد الدال والقاف "الدقيق" ، والذي يتولى باستخدام شواكيش وازاميل حديديه اعداد نوعين من الحجارة وحسب طلب صاحب المسكن ، فهناك حجر"الطبزه واجور اعداده اقل كلفة" والحجر "المسمسم"الاعلى كلفه ، الطبزه يعني ان يقوم الدقيق باعداد الحجر دون ان يدخل عليه اية لمسات فنيه ، اي تنعيم وجه الحجر الخارجي ، واشتهر في الكرك في تلك المرحلة "الدقيقان" ابوهاني المدانات وابو عدنان الصرايره .