عمون - اتهم حزب" أزرق- أبيض" الذي يترأسه بيني غانتس، بنيامين نتنياهو، بالمراوغة والعمل على الذهاب لانتخابات ثالثة، لأنه ما زال يؤمن بأنه سوف يحصل على أغلبية 61 عضو كنيست، ولأنه يدرك جيدا، بأن تحالف "أزرق- أبيض" لن يجلس مع الأحزب اليمينية المتطرفة والمتدينة.

يأتي ذلك بعد ان رفع اجتماع الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، مع بنيامين نتنياهو وبيني غانتس، مساء أمس الإثنين، من حظوظ إقامة حكومة وحدة إسرائيلية تضم "أزرق- أبيض" و"الليكود"، وذلك بالتزامن مع تصريحات صدرت عن مسؤولين في الحزبين، تفيد بأن إمكانية التناوب على منصب رئاسة الحكومة، ما زالت قائمة.

وقال ريفلين في أعقاب الاجتماع الذي غادره بعد ساعة لإعطاء غانتس ونتنياهو فرصة الحوار المباشر: "لقد اتخذنا خطوة مهمة الليلة، والتحدي الأول الآن هو بناء قناة حوار مباشر وثقة بين الطرفين".

في حين أصدر نتنياهو وغانتس، اللذين واصلا الاجتماع مدة ساعتين على أقل تقدير بعد مغادرة ريفلين، بيانًا جاء فيه: "بعد دعوة الرئيس ريفلين، ناقش نتنياهو وغانتس سبل النهوض بوحدة إسرائيل، واتفقا على أن يجتمع قادة وفود التفاوض للحزبين مجددا."وأوضح البيان أن ريفلين دعا غانتس ونتنياهو إلى اجتماع آخر مساء يوم الأربعاء المقبل في مقر إقامته، علما بأن يوم الأربعاء هو الموعد المحدد لتسليم النتائج الرسمية النهائية للانتخابات.

وذكر ريفلين أنه أوضح للطرفين أنه " إذا لم يكن هناك مرشح واضح يحظى بتوصية 61 عضو كنيست لتكليفه بتشكيل الحكومة، فإن التقدير الذي يكفله القانون للرئيس بات أوسع من أي وقت مضى".
وأضاف ريفلين أنه شدد خلال الاجتماع على أنه "نظرا للوضع الراهن فإن تمديد فترة حكومة انتقالية يضر بشكل خطير بمواطني إسرائيل، وقدرتنا على مواجهة التحديات التي نواجهها".
وتابع "الجمهور يتوقع منا إيجاد الحلول ومنع انتخابات ثالثة، سواء كان ذلك على حسابكما الشخصي أو الأيديولوجي"، معتبرا أن "هذا ليس وقت المقاطعة"، في إشارة إلى استعداد "كاحول- لافان" تشكيل حكومة مع الليكود من دون نتنياهو.
واعتبر أن إمكانية تشكيل حكومة مشتركة ومنصفة لا تزال ممكنة، وأنه "بإمكانها ويتحتم عليها كذلك أن تعبر عن أصوات مختلفة ومتنوعة في المجتمع".

غانتس ملتزم بحكومة وحدة.
وفي رسالة إلى أعضاء الكنيست عن "أزرق- أبيض"، كتب غانتس في أعقاب الاجتماع: "شهد الاجتماع الكثير من الحديث حول الوحدة"، مشيرًا إلى أن الوحدة تتطابق مع تصور "أزرق- أبيض" منذ تأسيسه.
وأضاف أنه أوضح في الاجتماع "أن الطريق إلى الوحدة يمر عبر الجوهر ومن خلال الأمور التي وعدنا بها الجمهور الذي اختارنا"، وتابع "لقد اختار الجمهور التغيير وليس لدينا أي نية للتخلي عن تفوقنا أو مبادئنا أو شركائنا الطبيعيين لهذا المسار".

نتنياهو لشركائه اليمينيين: ملتزم بوعدي لكمفيما أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن نتنياهو تحدث هاتفيًا مع قادة الكتلة اليمينية المشكلة من "الليكود والمتدينيين ويمينا"، وأبلغهم أن الاجتماع كان جيدا.
وقال نتنياهو لقادة الكتلة إنه أكد في الاجتماع أنه يمثل "المعسكر القومي بأكمله، ويتحدث نيابة عنه ويتفاوض نيابة عن الكتلة بأكملها"، وأكد لهم "أنا ملتزم بما وعدتكم به".

كما أصدر "الليكود" و"أزرق- أبيض"، بيانا مشتركا أكدوا فيه أن عضو الكنيست عن الليكود ياريف ليفين، الذي يترأس وفد تفاوض الكتلة اليمينية، سيجتمع اليوم الثلاثاء مع رئيس وفد التفاوض التابع لـ"أزرق- أبيض"، عضو الكنيست يورام توربوفيتش.

وبدأ الاجتماع المغلق الذي دعا له ريفلين في تمام الساعة الـ19:30 واستمر مدة 3 ساعات، حاول خلاله ريفلين إقناع غانتس ونتنياهو، الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة بعد الانتخابات التي أوصلت إسرائيل إلى طريق مسدود.

يذكر أن المشاورات التي أطلقها ريفلين، الأحد، بهدف تسوية المأزق، أسفرت عن حصول نتنياهو، على 55 توصية، مقابل 54 توصية لغانتس، حيث أوصى لصالح نتنياهو "الليكود" و"يمينا" و"شاس" و"يهدوت هتوراه".

بينما أوصى لصالح غانتس 10 " أزرق- أبيض" ونواب من القائمة العربية المشتركة و"المعسكر الديمقراطي" وتحالف "العمل -غيشر"، في حين امتنع التجمّع الوطني الديمقراطي، وحزب "إسرائيل بيتنا" برئاسة أفيغدور ليبرمان عن التصويت لصالح أي من المرشّحين.