رأيناك يا ولي العهد جالساً على عرش من المجد وقد وقف حولك السواد الأعظم من ابناء الوطن مترنمين باسمك (الحسين) معدّدين مواهبك محدّقين لسموك في حضرة قائد مهيب يرفع ارواحهم بعزم روحه ويطوف بها قارات الأرض وسموك تنظر إليهم وعلى وجهك سيماء الغبطة والقوة والتغلب كأنك منهم بمقام الروح من الجسد.

ولي العهد من ابناء الغد فهم الذين نادتهم الحياة بأمر من جلالة الملك فاتبعها بأقدام ثابتة ورأس مرفوعة، ولي العهد هو فجر عهد جديد فلا الدخان يحجب انواره ولا قلقة السلاسل تغمر صوته وسموه هو النواة التي طرحها الله في الوطن فشقت قشرتها بعزم لبابها وتمايلت نصبه غضّة أمام وجه الشمس وسوف تنمو شجرة عظمى تمتد عروقها إلى قلب الأرض وتتصاعد فروعها إلى أعماق الفضاء.

ولي العهد لقد ملكت القلوب وليس لملككم نهاية وانقضاء وسموكم السراج التي لا تطفئها الرياح والملح الذي لا تفسده الدهور تسير مع السائرون بأقدام ثابتة نحو الحقيقة والكمال.

ولي العهد ثمرة في شجرة المعرفة الكلية التي تمتد وتتوسع عروقها في أعماق الأزل وترفع غصونها إلى أعماق الأبد. سيمفونية ولي العهد للوطن الأردن – أنت أنا أيها الوطن انت بصري وبصيرتي أنت عاقلتي وخيالي أنت ألمي وسروري أنت غفلتي وانتباهي أنت الجمال في عيني والشوق في قلبي وأنت أيها الوطن الشوق في قلبي والخلود في روحي أنت أنا إيها الوطن فلو لم أكن لما كنت. هذه ترنيمة وسيمفونية ولي العهد للوطن الأردن.

فأنت أيها الوطن المنبسط بقوتك المتعالي بتواضعك والدهور تترنم بين هضابك وجبالك والحياة تناجي الحياة في شعُبك ومنحدراتك ويكمل ولي العهد سيمفونية فأنت أيها الوطن لسان الأبدية وشفاهها وأوتار الدهور واصابعها وفكرة الحياة وبيانها. حيث يتناثر طهرك ثلجاً فأنت العطرة بربيعها.

ولي العهد يؤكد قانون الإبداع في فن القيادة السياسية التي تعمل على استكشاف العناصر الفعلية للقوة وهيبة الدولة لأنها قيادة تتضمن التخاطب العقلي بين ابناء الأمة والقيادة والتقدير الدقيق بوجهات النظر وتحديد القدرات والاحتياجات وثقافة الأمة وتفاعلها والنفاذ إلى باطن الأشياء.

ولينطلق ولي العهد من الضرورة الصلبة حتى مملكة التحرر ليشعر الإنسان الأردني بامتلاء كرامته واكتمال شخصيته وبالواقع الذي يعيشه ويجعل منه كائناً إنسانياً في أسمى معنى الكلمة.

ولي العهد في وطن الملك المعظم وانهمال غيث جلالته من قلب طاهر نحو نفس ولي العهد ليخرج ولياً للعهد في غصن الحياة وإن النظرة الأولى من وجه جلالة الملكة الأم والتي تشبه وتشابه الروح مثل نواه القتها المحبة في حقل قلب ولي العهد الذي أصبح يقرأ من خفايا العالم ببصيرة ثاقبة نافذة وعدالة قائمة على المعرفة الحقيقية.