عمون - عقد البرلمان الأردني للطفل، (أول برلمان في الأردن خاص بالطفل)، جلسته الاعتيادية الأولى في مقر مجلس الأمة الأردني، في العاصمة عمّان، أمس السبت، وانتخب رئيس البرلمان، ونائبيه، ولجنتي حقوق الطفل، والأنشطة والبرامج، وذلك بحضور النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأردني، الدكتور نصار القيسي، ومعالي وزير الثقافة الأردني، الدكتور باسم الطويسي، وسعادة أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، وأمين عام وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية الأردنية، الدكتور علي الخوالدة، وعدد من المسؤولين، وممثلي وسائل الإعلام. وتستمر أعمال الجلسة ٨ أشهر.

وخاطب النائب الأول لرئيس مجلس النواب الأردني، الدكتور نصار القيسي، أعضاء البرلمان، قائلاً: نحن على ثقة بأنّ الطريق أمامكم واعدٌ ومبشر، فأنتم بما تتسلحون به، من علم ومعرفة، تضعون أول خطوة على طريق الإنجاز والتميز، ونتطلع إلى أن يشكل أول برلمان للطفل الأردني، لبنة جديدة في الثقافة الديمقراطية الوطنية.

وأكد الثقة بقدرة أعضاء البرلمان الأردني للطفل على إيصال صوت الطفل الأردني، عن طريق تمكينه منذ الصغر، وتوعيته بمختلف التحديات التي تواجهه، مبدياً استعداد مجلس النواب للتعاون مع الأمانة العامة للبرلمان العربي للطفل، وتبني المقترحات والتوصيات التي تعزز مهارات وقدرات الطفل.

ومن جانبه، قال وزير الثقافة، الدكتور باسم الطويسي، يعتبر البرلمان الأردني للطفل أداة جديدة من أدوات التنشئة الثقافية للجيل الجديد، كي يدرك أهمية العمل البرلماني ودوره في ترسيخ قيم الحياة الديمقراطية.

وتابع: إن بناء ثقافة العمل البرلماني والديمقراطي في مراحل التنشئة للأطفال والشباب، يسهم في تعزيز التربية والتنشئة على الشأن العام، ويُعنى بغرس القيم الديمقراطية في مراحل مبكرة من حياة الأفراد، ما يسهم في خلق قيم مشتركة تؤمن بالحوار، وباستخدام الأدوات السلمية في التنافس، والقبول بالآخر.

وأكد حرص وزارة الثقافة من خلال المؤسسات التابعة لها، على دعم هذه التجربة وتقديم كل المساعدة في استدامتها، وتمكين برلمان الطفل الأردني في تطوير نماذج لمحاكاة البرلمان الأردني، ونماذج محاكاة سياسية أخرى، بهدف التدريب ونقل المعرفة.

مشاركة فاعلة ومميزة
بدوره، قال أيمن عثمان الباروت، الأمين العام للبرلمان العربي للطفل، إن عصرَ المتغيراتِ الذي تمرُّ به حياتًنا في هذه الأيام يجعلً برلماناتِ الأطفال العرب أمامَ تحدٍ كبير، فقد طرحت الأممُ المتحدة الأهدافَ العالمية التي تبنتها دولُ العالم أجمع، وأطلقت عليها أهدافَ التنمية المستدامة، وهي أهدافٌ راقيةٌ ونبيلة، صممت ليقطفَ ثمرتَها أطفالُ العالم.

وأشار إلى أنّ خططُ التنمية المستدامة أكدت على مشاركة الأطفال، وناشدت بأن يكونوا مشاركينَ ومنخرطينَ في كل ما من شأنه أن يؤديَ إلى نماء الطفولة والارتقاء بها.

وأكّد أن البرلمان الأردني للطفل يعد ساحةً للحوار والانخراط والتدريب، وتجسيد المشاركة الإيجابية، ليس على نطاقِ الأردن فحسب، بل على مدىً يشملُ منظومةَ الأطفال في العالم، متطلعا لدورٍ أكبر لمشاركته في الحشد والتطوير، في إطار جهود البرلمان العربي للطفل الذي يعتبرُ صرح الطفولة العربية للارتقاء والتمكين من أجل المستقبل، خصوصاً أن فبراير المقبلَ سيشهدُ الجلسةَ الثالثةَ للبرلمان العربي للطفل بإمارة الشارقة، والتي تشكل فرصةً سانحة يتداول فيها الأطفالُ برؤىً جديدة موضوعاتِهم وقضاياهم التي اقترحوها بأنفسهم، فتكونُ إضافةً إيجابية لما سبق ما قدموه من جهود.

وأثنى الباروت على مشاركة أعضاء البرلمان الأردني للطفل في أعمال الجلسة الثانية للبرلمان العربي للطفل في الشارقة، في فبراير الماضي.

وأضاف: نحن مطمئنون على مسيرة البرلمان الأردني للطفل، وذلك من واقع أدائهم المشرف ومشاركتهم الحيوية والفاعلة والمميزة في أعمال الجلسة الثانية، وهذا يدل على حقيقة ما يبذله القائمون على هذا البرلمان.

الأعضاء ينتخبون رئيسهم
شهدت الجلسة الاعتيادية الأولى انتخاب رئيس البرلمان، حيث تبوأ مروان الشوابكة منصب رئيس البرلمان، في حين احتل مؤمن الكريميين، وكندا أبو الشيخ منصبي نائبي الرئيس، كما شهدت الجلسة انتخاب أعضاء لجنة حقوق الطفل، ولجنة الأنشطة والبرامج، حيث تضم كل لجنة 7 أعضاء، يكون رئيسها ونائبة والمقرر، من أصحاب أعلى الأصوات تباعاً.

وقال رئيس البرلمان المنتخب، مروان الشوابكة، نسعى كفريق موحد على إعداد جيل قادر على تحمل المسؤولية الوطنية. ولفت إلى أن العمل الجماعي في البرلمان الأردني للطفل يستند إلى فكرة تأخذ بعين الاعتبار خمس خطوات، تبدأ مع دراسة المقترحات، وجمع المعلومات، ووضع الحلول ودراستها، والنقاش الفعال، وأخيراً قبول الحل أو رفضه، ومن ثم الانتقال إلى مقترح آخر.

إلى ذلك، يتكون البرلمان الأردني للطفل من 50 عضواً، تم اختيارهم من قبل مدراء الثقافة في يونيو الماضي، بواقع 4 أعضاء من كل محافظة، و6 من العاصمة عمّان، من الفئة العمرية 10-17 سنة، مناصفة من الذكور والإناث، وجاء اختيار الأعضاء استناداً إلى حزمة من المعايير، من بينها: التطوع، والقيادة، والتحصيل العلمي، واللياقة الاجتماعية، وتمثيل مختلف الشرائح.