عمون - آثار فيروس كورونا لم تبق حبيسة حدود بلدة ووهان الصينية، فقد خرجت منها لتصيب بلداناً أخرى في أرض التنين، وتفتك بشباك التذاكر الصيني، ملحقة به خسائر فادحة، وذلك اثر قيام شركات الانتاج والتوزيع بإلغاء عروض وافتتاحيات الأفلام التي كانت مقررة اقامتها خلال هذه الفترة، تزامناً مع احتفالات السنة الصينية الجديدة، والتي تعد موسماً تقليدياً، تعودت فيه شركات الانتاج والتوزيع حصد الأرباح، نظراً لشدة الاقبال على صالات السينما خلالها، وكانت التقارير القادمة من الصين قد كشفت، عن انخفاض أسعار أسهم شركات صناعة الأفلام نتيجة انتشار الفيروس، حيث تراجع سهم شركة "واندا فيلم" القابضة بنسبة 21%، في أول اسبوع التداول ولمدة أربعة أيام، فيما شهدت اسهم الشركة يوم الخميس الماضي فقط انخفاضاً بنسبة 7%، أما أسهم شركة "علي بابا بيكتشرز" فقد هبطت بنسبة 13%، متأثرة بالحالة التي خلفها انتشار الفيروس في الصين.

7 شركات على الأقل أعلنت عن الغاء العروض الافتتاحية لأفلامها والتي كانت مقررة هذا الأسبوع، لتؤكد في بياناتها أن قرارها يأتي في إطار المحافظة على الصحة العامة، ورغم وصف موقع "ديدلاين" السينمائي في تقريره هذه القرارات بـ "الحكيمة"، إلا أنه أشار إلى تأثيراتها، حيث بين أن الغاء كافة الحجوزات الأولية في الصالات، والبالغ قيمتها نحو 77 مليون دولار، قد تؤثر على أداء شباك التذاكر الصيني خلال العام الجاري، مشيراً إلى أن إجمالي ايرادات الشباك الصيني وصلت خلال العام الماضي إلى 64.2 مليار يوان (9.3 مليار دولار)، وفقاً لاحصائيات ادارة السينما الصينية، الأمر الذي يجعل من الصين ثاني أكبر سوق لصناع الأفلام بعد الولايات المتحدة. كما نوه الموقع إلى أن حملة الغاء العروض في هذه الفترة تكشف عن مدى الخسائر التي ستتكبدها الشركات، مقارنة مع ما حققته خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.

من جانبها، أشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير لها، إلى أبرز الأفلام التي تم الغاء افتتاحياتها في الصالات الصينية والعالمية ايضاً، وعلى رأسها الجزء الثالث من سلسلة (Detective Chinatown 3) الذي حقق الجزء الثاني منه والذي عرض العام الماضي، ايرادات عالية في الصين وايضاً فيلم (Leap) الذي يحكي قصة الفريق الوطني الصيني لكرة الطائرة – سيدات، كما طالت حملة الإلغاء ايضاً الفيلم الكوميدي (Lost In Russia). وغيرها، من الأعمال التي انتجتها السينما الصينية أخيراً، علماً بأن إلغاء العروض لم تكن قاصرة على الصالات الصينية فقط، وإنما امتدت ايضاً لتشمل العروض الافتتاحية لهذه الأفلام والتي كانت مقررة في الولايات المتحدة وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية، حيث يأتي ذلك في اطار السياسة التي تنتهجها الحكومة الصينية، بمنع عروض الأفلام المحلية خارج الحدود قبل عرضها في الصين. (وكالات)